كشف متخصصون في علم النفس الاجتماعي أن موقع "فيسبوك" المخصص للتواصل يمثل بيئة خصبة لأصحاب الشخصيات النرجسية والمغرورين، وخاصة من بين المراهقين، الذين يوفر لهم الموقع منصة مثالية للحصول على نوعية العلاقات التي يرغبون بها، وإظهار أنفسهم بالشكل الذي يرضون عنه.
وبحسب الدراسة التي جرت على مجموعة من الطلاب في جامعات الولايات المتحدة، ظهر أن المغرورين منهم يستخدمون الوسائل التقنية لإظهار ذواتهم، فيستحدثون مثلاً قسماً خاصاً على صفحتهم تحت عنوان "معلومات عني" يعرضون فيه صورهم ويظهرون ما يدل على تفوقهم وذكائهم بشكل مضخم.
وقال الباحثون الذين عملوا على الدراسة في جامعة تورنتو الكندية، إن "فيسبوك" يمثل قناة مثالية لنوعية العلاقات التي يرغب النرجسيون بها، لأنه يؤمن لهم القدرة على إظهار ارتباطهم بعدد كبير من الأصدقاء، رغم ضحالة الصلات الحقيقية التي تجمعهم، كما تتيح التحكم بالانطباع العام الذي يرغب النرجسي بإظهاره عن نفسه.
وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها محطة "سي إن إن" أمس، فإن النرجسيين يستخدمون "فيسبوك" أكثر من سواهم، ويميلون إلى التركيز على خدمات معينة فيه دون سواها، مثل التحديث المتواصل للحالة وإرسال التعليقات على الدوام وتزويد الصفحة بالصور الجديدة التي من شأنها إظهار أصحابها بشكل جيد.
وتلفت الدراسة إلى وجود فوارق بين الجنسين على هذا الصعيد، إذ يركز المغرورون من الذكور على إظهار ذكائهم وقدراتهم العقلية ونجاحاتهم المهنية، بينما تركز المغرورات على عرض الصور المليئة بالحركة والألوان، والتي يظهرن فيها جمالهن الخارجي وجاذبيتهن الجنسية.