تنظر الطفلة "داملا" كل دقيقة إلى الساعة وتقول:"هانت..دقائق قليلة ويؤذن المغرب وأستطيع تناول الطعام والشراب". وداملا طفلة عمرها 11 عاما تعيش في ألمانيا وتصوم هي وأختها الكبرى "ديلا" (13 عاما). وهاجرت أسرة داملا وديلا قبل سنوات من تركيا إلى ألمانيا.
وترك الكثير من الأتراك بلدهم منذ سنوات طويلة وذهبوا إلى ألمانيا وعاشوا بها. ومعظم هؤلاء الأتراك من المسلمين وبعضهم يحرص على الصيام والصلاة وأداء شعائر الإسلام حتى في ألمانيا. ويعيش في ألمانيا ملايين من الأتراك. ولا تسمح والدة "داملا وديلا" للطفلتين بالصيام إلا في عطلات نهاية الأسبوع حتى لا تتعبان من قلة الطعام والشراب.
وتقول أم الطفلتين:"يجب أن يركزا في الحصص المدرسية ومن الأفضل لهما أن يأكلا خلال الفسحة". ورغم شعورها بالجوع والعطش إلا أن ديلا تحب الصيام وتقول:"كنت أريد أن أعرف كيف يكون الصيام وكنت أرغب في تجربته لأن الكثير من زملائي في المدرسة يصومون".
وتضيف ديلا:"عدم الأكل طوال النهار ليس سيئا ولكني أشعر بالعطش بعد الظهر". وتنتظر الفتاتان بفارغ الصبر اللحظة التي تبدأ فيها الأم بوضع المفرش
على منضدة الطعام والتي تفوح منها رائحة أطباق الإفطار الشهية.