تتسارع الخطى الفلسطينية باتجاه الأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، بعد أن أعطى مجلس الأمن ظهره لأية محاولة حثيثة تدفع في هذا الاتجاه، بسبب الفيتو الأميركي, وتمارس على القيادات الفلسطينية الضغوط من أجل التوقف عن الزحف باتجاه نيويورك لطرح القضية على الجمعية العامة في سبتمبر المقبل، بعد أن أصبح عدد الدول التي اعترفت بالدولة يفوق المطلوب.
حركة التفافية بدأتها إسرائيل، عبر رفضها قيام الدولة على أراضي 1967، رغم أن الطرح الأوبامي لم يكن في مستوى الطموح الفلسطيني، بعد أن أفرغه الرئيس الأميركي من محتواه، عبر تبادل الأراضي، بما يعني بقاء البؤر الاستيطانية شوكة في خاصرة الدولة المنتظرة، كما أن القضم المستمر للأراضي المقدسية سينتفي معه أية إمكانية لجعل القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة.
أغرب ما أقدمت عليه إسرائيل بالأمس، كان مسعى لإيقاظ الفتنة بين الفلسطينيين والأردنيين عبر "الوطن البديل"، وهو من الطروحات الصهيونية الهادفة لتوطين الشعب الفلسطيني في الأردن، بعد أن فشلت طروحات سابقة لتوطينه في الدول الموجود فيها وخاصة في لبنان وسورية ومصر.
جندت إسرائيل لهذه المهمة القذرة أحد عتاة اليمين المتطرف المدعو ارييه الداد، لينشر المشروع الصهيوني الجديد، عبر تسليم السفارة الأردنية في تل أبيب عريضة موقعة من متشددين يهود تدعو لاعتبار الأردن وطنا للفلسطينيين.
بالطبع لم يستقبل أعضاء السفارة، البرلماني الصهيوني، وهو يعلم أنه غير مرحب به، ولكنه يعلم أن عمله هذا، وإن لم ينجح سيوقظ الفتنة.