أولاً يجب ألاّ نميّع قضية كبرى كهذه القضية، وضعت سمعة الكرة السعودية على المحك، سواء كان الفعل بحسن نية أو سوء نية، فالتأخير في النزول إلى أرض الملعب دون سبب مقنع عمل سيئ، وتصرف غير مسؤول، وبالتحديد من النادي المستضيف، وهو الوحدة.

في اليومين الماضيين، وفي أعقاب قرار لجنة الانضباط حسم ثلاث نقاط من الوحدة، ومثلها من التعاون، كنت أستمع إلى تبريرات رئيسي الناديين في قناتين مختلفتين.

بدأ رئيس نادي الوحدة جمال التونسي مرتبكاً وهو يتحدث إلى القناة الرياضية السعودية، وبرر عدم نزول الفريق إلى أرض الملعب إلا بعد عشر دقائق، بتأدية الفريق للصلاة، وهذا في رأيي سبب غير منطقي، وغير مقبول.

أما لماذا ؟، فلأن موعد أذان صلاة العشاء في مكة المكرمة، ومن مآذن الحرم المكي كان في ذلك اليوم الذي أقيمت فيه المباراة عند الـ8.24، وموعد إقامة المباراة المحدد من أمانة اتحاد الكرة لجميع المباريات هو الـ8.55.

وهنا نلاحظ أن هناك 31 دقيقة بين رفع الأذان وإقامة المباراة، ولو أراد الوحدة أن يؤدي الصلاة في الحرم المكي لتمكن من العودة إلى الملعب قبل موعد إقامة المباراة، ولكن إدارة الوحدة أرادت أن تستغل الوقت لتتمكن من معرفة نتيجة القادسية والاتفاق ـ أقول ربما .

وعلى ضوء ذلك أرى أن ما حدث هو تصرف فردي لا علاقة للطرف الآخر به، وهذا ما يؤكده رئيس التعاون محمد السراح في مداخلته مع برنامج الجولة، عندما قال إن فريقه منع من الدخول إلى أرض الملعب من قبل مراقب المباراة، بحجة أن لاعبي الوحدة يؤدون الصلاة.

ومع ذلك فإن هذا الحدث الذي هزّ كرة القدم السعودية مطلوب عدم التهاون فيه، ولا بد من ضحية، لأنه في الأول والأخير فعل مشين، حتى وإن كان لم يتعدّ ـ تجاهل تطبيق التعاميم الرسمية ـ، وأقل إجراء في هذا الجانب إقالة إدارة النادي.

ولعل الخطأ الذي ارتكبه التعاون، وتساهل فيه حكم المباراة والمراقب، هو عدم نزول التعاون في الوقت المحدد، إذا كان ليس له علم بالمخطط، ولم تبرم إدارته أي اتفاق مع إدارة الوحدة بشأن التأخر في النزول، والاتفاق على نتيجة التعادل.

وليس من المعقول أن يقبل رئيس نادي التعاون، وهو العضو باتحاد كرة القدم، وعضو في لجنة المسابقات اتفاقاً على التلاعب بنتيجة مباراة مهما كان الثمن، حتى لو كان الثمن مصيراً مجهولاً لفريقه، فكيف والحال ضمان البقاء، وفرصة التأهل لكأس الأبطال قائمة؟.

وعلى الرغم من ذلك، فقد خانت الخبرة والحكمة رئيس التعاون، وأحرج بسكوته وقبوله رأي المراقب فريقه، ووضعه في دائرة الاتهام، وهو الذي ـ أقصد رئيس التعاون ـ كان بإمكانه أن يجري اتصالاً بأمين عام اتحاد الكرة وينقل له ما يحدث، وهل يرضى بالتأخير أم يرفض؟

لو كان فعل ذلك لجنب نفسه وفريقه وناديه ما ألصق به، وهو يعلم تماماً الوقت المحدد لإقامة المباراة، ويعلم تماماً ـ كما تعلم إدارة الوحدة ـ بإقامة جميع المباريات في توقيت واحد، تجنباً لحدوث أي تلاعب بالنتائج، أو الإضرار بفريق آخر.

ولعلي أسجل ملاحظة على بيان لجنة الانضباط وقرارها التاريخي، فهي لم تشر إلى مراقب المباراة الذي منع التعاون من النزول إلى أرض الملعب، وأرى أن مصلحة القضية سؤال المراقب عن السبب الذي جعله يطلب من التعاونيين عدم النزول، وما موقفه مع حكم المباراة من هذا التأخير؟

أسئلة حائرة

• هل حان الوقت لتلقي "يد الأهلي" محاضرة على "قدم الأهلي" بعنوان: كيف تكون بطلاً؟

• هل يتمكن النصر من تجاوز ذوب هان الإيراني، ويخطف بطاقة التأهل لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا؟

• هل تعيد القناة الرياضية النظر في ضيوفها الدائمين من الإعلاميين، ولماذا تتجاهل القناة في برامجها المباشرة المختلفة الزملاء جبر العتيبي، وفيصل الغامدي، وخالد الدغريري، ومحمد العاصمي؟