فاجأ العقيد الليبي معمر القذافي الجميع حتى رئيس الوزراء الإيطالي والفاتيكان بالتصريحات والمواقف التي عبر عنها أول من أمس أمام 500 فتاة إيطالية اجتمع بهن بروما. فقد دعا القذافي الفتيات اللواتي تجمعن بالأكاديمية الليبية الإيطالية بروما إلى اعتناق الإسلام بعد أن شرح لهن بعض تفاصيل عنه و عن المرأة المسلمة، مؤكدا لهن أن أوروبا ستكون جميعها مسلمة. وحسب بعض الفتيات اللواتي حضرن اللقاء فإن القذافي بارك لثلاث شابات إيطاليات بعد إعلانهن اعتناق الإسلام أمامه, في حين أن أخريات وعددهن فاق الخمس غادرن القاعة في غضب كبير. وقالت إحداهن" لقد حصلت كل واحدة منا على نسخة مترجمة من القرآن وعلى كتيبات إسلامية أخرى , لكننا لم نحصل على مبلغ 70 يورو الذي وعدتنا به الوكالة التي جلبتنا ". وأضافت " ما أغضب بعض الفتيات اللواتي غادرن القاعة هو موضوع أوروبا المسلمة ". نفس الغضب عبر عنه الفاتيكان الذي اعتبر تصريحات ومواقف القذافي مساسا واستفزازا لمشاعر المسيحيين، وقد تخلق في نظرها توترا وحساسية بين المسيحيين والمسلمين. أما المعارضة الإيطالية وبلسان روزا بندي فقد حملت برلسكوني مسؤولية ما يقع، مؤكدة له أن النساء الإيطاليات لسن للبيع وأن ما قام به الزعيم الليبي يبقى إهانة للإيطاليين والمسيحيين على السواء. وعبر أحد القادة اليمينيين الكاثوليك وهو جوفاناردي عن سخطه وغضبه مما قام به القذافي قائلا " لا يجب أن نقبل بما فعله القذافي, فلا يعقل أن يذهب البابا إلى ليبيا ليطالب المسلمين هناك باعتناق المسيحية ". من جهته أكد برلسكوني ردا على هذه الاتهامات أن "ما قام به صديقي يبقى فقط فولكلورا" حسب قوله, موضحا أن حكومته لا تنظر إلى هذه الأحداث، التي اعتبرها غير مهمة، بقدر ما تهتم بما ستجنيه من العلاقات الثنائية الليبية الإيطالية.
في السياق ذاته أشار عدد من وسائل الإعلام الإيطالية إلى صمت قادة حزب عصبة الشمال المطبق بخصوص الموضوع، مؤكدة أن المصالح تبقى المحرك الأساسي لهذا الحزب الذي يهاجم الإسلام فقط لأهداف خاصة ولمصالح سياسية واقتصادية.
وكان القذافي وصل الأحد الماضي إلى روما في زيارة بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية صداقة ليبية إيطالية في 30 أغسطس 2008 في بنغازي شرق ليبيا، أنهت خلافا حول الحقبة الاستعمارية. واستقدم معه في الزيارة فضلا عن حرسه النسائي الخاص وخيمته التقليدية التي نصبها أمام السفارة الليبية في روما، 30 جوادا أصيلا وفرسانهم لتقديم عرض حضره أيضا رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني مساء أمس.