نحن(هنا) نعرف، مثلاً، معالي الوزير الدكتور عبدالله الربيعة، لاسمه المهني الضخم كواحد من رواد العالم في الفصل السيامي. نحن هنا نعرفه كجراح شهير، أكثر من معرفتنا بمعاليه كوزير للصحة. نحن نعرف مثلاً أنه جاء إلينا قبل عام بالكمال والضبط، وقبل أن يصل معاليه بيومين وضعوا لوحة على – الهاي واي – وقد حملت اسم المدينة الطبية. وبعد عام بالضبط، مازلنا هنا نعرف أنهم (والهاء ضمير الغائب) قد شحنوا هذه اللوحة قبل أسبوع في شاحنة إلى الأرشيف. نحن نسمع عن هذه المدينة الطبية منذ ست سنين بالضبط مثلما نسمع، والعهدة على الراوي، أنهم رصدوا لها الملايين ولكنهم لم يجدوا حجراً يصلح لحفل الأساس. أنا هنا، وفي كامل قواي العقلية أعلن عن تبرعي بأحجار – قبري – لهذه المدينة حين تقبرونني على أطرافها ذات طلل ليس بالبعيد. نحن (هنا)، مثلاً، نسمع عن معالي وزير العمل، ومرة ثانية، ربما لأنه جلس على كرسي – المرحوم – غازي القصيبي وقد كنا في شوق لمعرفة من يخلف ذلك الاسم الشاغر الأثير. نحن (هنا) حتى اللحظة لم ندخل في المشاغل الهائلة لمعالي الوزير ونقدم اعتذارنا إليه، لأننا (هنا) لم نوجه إليه الدعوة لنكون ضمن برنامج زياراته. نحن نعرف مثلاً، عذر بعض الوزراء الواسع لأنهم مشغولون بدوائر العرض لا خطوط الطول. نحن نقدِّر أن الحركة على محورين متقاطعين تصيب الفرد بالدوار واختلال التوازن. نحن هنا لابد أن نطرح على طلابنا في مناهجهم الدراسية سؤالاً من شاكلة: هل تعرف اسم معالي الوزير، وهل تعرف اسم ومهمة تلك الوزارة؟. أنا أعترف، رغم الشهادات العليا، أنني، وأقسم بالله، لا أعرف اسم وزير التجارة ولا أين يقع فرعها على شوارع هذه المدينة. أنا أخلط كثيراً بين أسماء وزراء التجارة والتخطيط والكهرباء، ولست متأكداً حتى اللحظة هل الماء وزارة مستقلة أم إنها تتبع الكهرباء أم الزراعة. أعترف أنني في قمة الجهل باسم وزير الزراعة، وأعترف أنه سبب لي حرجاً شديداً ذات وقت قريب وأنا في مجلس عام ثم أتيت على – اسمه – وإذا بهم يتغامزون من حولي، لأن الاسم ترك الوزارة منذ فترة طويلة. أنا أعرف جبارة الصريصري، لا لاسمه المختلف، بل لأنه الوزير الذي أخذ كل المدن والمناطق إلى خطوط مزدوجة وكافح على خطوط الطول ودوائر العرض. أعرف أن خالد العنقري هو الوحيد الذي يبني مدناً جامعية في كل منطقة، وجامعة في كل منطقة وحتى اللحظة لم يأت إلى مكان ليعلق لوحة المدينة على الطريق ثم يشحنونها دون أن يدري بعد عام من الزيارة.
سؤالي الأخير: من هو وزير الصناعة؟