عندما يضيّع شاب جواز سفره، وعوضا عن أن يذهب لإدارة الجوازات لاستخراج جواز جديد، ودفع الغرامة اللازمة، يذهب لساحر ليخبره عن مكان الجواز.. فنحن أمام مشكلة!
وعندما تقوم صاحبة المنزل بتفتيش ملابس وحقيبة الخادمة المنزلية حين قدومها، وتفتش في أدق مقتنياتها الشخصية، خشية السحر، فنحن أمام مشكلة!
وعندما يتصل أحد السحرة الأفارقة من رقم دولي، ويبدأ باستغلال النفسيات الهشة للطرف الثاني ويبدأ يبتز الضحية مالياً، ويجد التجاوب، فنحن أمام مشكلة!
موضوع السحر.. من الموضوعات المعقدة والمتشابكة، والقصص والحكايات في هذا الموضوع مختلفة.. تتفاوت علاقة الناس بالسحر.. فمن مضطربٍ موهومٍ متخوف منه آناء الليل وأطراف النهار يؤمن أن بإمكان الساحر تحويله من إنسان إلى حمار ـ أكرمكم الله ـ بل ويحذر بعض المسافرين لبعض الدول الأفريقية من السحر و"انتبه لا يسحرونك"..!
إلى مكذّب منكر لها.. لا يؤمن بوجود السحر.
على أية حال السحر حقيقة موجودة.. ولا ينكرها سوى إنسان ساذج.. وتم تأليف العديد من الكتب الخاصة بموضوعات السحر.. واختلفت طريقة تعامل الحضارات مع السحرة.. وتفاوتت طرق عقابهم من مكان لآخر.. اليوم تقتصر علاقة مجتمعنا بالسحر على ما ينشر من أخبار القبض على السحرة.. لكن الناس لا تعرف من هو الساحر.. ومن هو الساحر النصّاب!
من هو الساحر الواجب التبليغ عنه لينال جزاءه الرادع.. ومن هو الساحر الكاذب الذي يتاجر بظروف الناس وعذاباتها..
يفترض أن تتم توعية الناس، من خلال المنابر أو وسائل الإعلام الأخرى، بماهية السحر.. من هو الساحر.. وكيف يتم التعرف عليه.. وما الطريقة المناسبة للتعامل معه.. وما الطريقة المناسبة المأمونة للتشافي من السحر في حال ثبوته.. ومن هو المؤهل للكشف على الناس، وإثبات تعرضهم للسحر؟!