*عزاءٌ حار للثقافة السعودية المعاصرة بوفاة أحد رموزها الكبار الشيخ (عبدالله بن محمد بن خميس) فقد كان وبكل جدارة رائداً بمجالات الصحافة والتأليف والشعر وتأسيس (نادي الرياض الأدبي) ناهيك بجزيرته المجلة ثم الجريدة وكان قد فتح صدريهما لي وسواي من شُداة الأدب منذ قيامهما إلى جانب صداقة حميمة جمعته مع والدي رحمهما الله وامتدت لتشملني سنوات عديدة شرفت خلالها باستضافته محاضراً بـ (نادي أبها الأدبي) أكثر من مرة كما قام بعدة زيارات للمنطقة ألقى فرائد من قصائده بحضور سمو الأمير الشاعر (خالد الفيصل بن عبدالعزيز). وإذا كان الموت حقاً على سائر البشر فإن ذكرى هذا المفكر العملاق ستظل متجددة ما دامت آثاره الطيبة متداولة بالساحة ولدى محبيه وعارفي فضله.

* نشرت صحافتنا 5/ 6/ 1432هـ عن الاجتماع الذي عقده سمو الأمير (سلطان بن سلمان) رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للإخوان أصحاب المتاحف الخاصة بالمملكة .. واهتمامه جزاه الله خيراً بجهودهم وسعيه لتشجيعهم وتمويل مشروعاتهم عن طريق القطاع الخاص .. وأهم خطوة هي تشكيل رابطة تجمعهم برئاسة سمو الأمير (سلمان بن عبدالعزيز) وهذه بلا شك بداية موفقة لمساندة جادة لأولئك الجنود المجهولين الذين أعطوا حبهم لوطنهم ووفاءهم لهواياتهم كل ما يملكون من أموال ومقتنيات وخصصوا لمتاحفهم أفضل أجزاء مساكنهم ولم يكتفوا بذلك.. بل فتحوها أمام الزوار من أنحاء المملكة وزادوا بتقديم الضيافة لهم دون مقابل. لقد زرت عدداً من تلك المتاحف الخاصة بمنطقة (عسير) قبل سنوات وكتبت للأمير (سلطان بن سلمان) عن جهود أصحابها وحاجتهم إلى الدعم.. وأجابني مشكوراً بخطاب يدل على الاهتمام الذي أكّده بما حصل الآن بشارة خير بإذن الله تعالى يكون مردودها التطوير لتلك المتاحف وتشجيع مالكيها بما يمكنها الوصول إلى أفضل النتائج .. ولا أنسى مثالاً واحداً ومميّزاً من تلك المتاحف أقامه المواطن (محمد المقر) بمحافظة (النماص) كلفه عدداً من الملايين تحمّل بعضها ديوناً وكان المبنى لافتاً على الطراز الأندلسي ويحتوي على آلاف المقتنيات والمخطوطات النادرة تحتاج إلى خبير يتولى صيانتها وترتيبها وعرضها بأسلوب يحقق الفائدة منها للباحثين وهواة التاريخ.. والكرة الآن بمرمى أصحاب المتاحف الخاصة وأعني أعضاء اللجنة المُشكّلة منهم لتتابع وتحرص على أخذ توجيهات نصير التاريخ والتراث الأمير (سلمان بن عبدالعزيز) لتفعيل دور جمعيتهم والوصول بها إلى غاياتها المنشودة.. لأنها رافدٌ كبيرٌ للسياحة الداخلية النقية وكتاب مفتوح لتاريخ ومأثورات البلاد وأهلها.