انتقد أستاذ المعهد العالي للقضاء عضو لجنة المناصحة بوزارة الداخلية الدكتور محمد بن يحيى النجيمي في مداخلته في منتدى الهاشمية الثقافي في المدينة المنورة غياب التلفزيون السعودي عن توثيق كثير من الأحداث التي مرت بها المدينة المنورة، وقال معلقا على العرض الذي قدمه الباحث والمؤرخ المديني أحمد بن أمين مرشد عن تاريخ المدينة المنورة وعدد من الأحداث التي مرت بها والتي من أشهرها قصة سفر برلك بأن ذلك تاريخ "مطمور" مؤكدا أنه سمع عن سفربرلك ولكنه لا يعلم عنها شيئا.

وطلب النجيمي من مرشد في اللقاء الذي حضره الخميس المنصرم لفيف من مثقفي المدينة المنورة وحضره إمام مسجد قباء وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية أحمد بن علي الحذيفي أن يقدم له نبذة عن قصة سفربرلك ما دفع الأخير للشرح بأن المدينة مرت قبل عقود بكارثة تسمى سفر برلك والتي تعني الترحيل المر والذي اعتبره بعض الباحثين تاريخا أسود مرت به المدينة المنورة في الوقت الذي يراه آخرون أنه تاريخ أبيض لأن فخر الدين باشا بحسب قولهم استطاع أن يجنب أهالي المدينة المنورة ويلات الحرب حين أخرج أهاليها مشيرا إلى أن ذلك يعني أن الترحيل والذي لم يبق بالمدينة المنورة حينها سوى 140 شخصا خرج معظهم لبساتين المدينة وإن كان عذابا لبعض الناس فقد كان رحمة لغيرهم وقد رفض القائد العثماني فخر الدين باشا حينها تسليم المدينة إلى أن اضطر مكرها تسليمها في 19/ 6/ 1330هـ.

وكان مرشد قد افتتح عرضه المصور في منتدى الهاشيمة الذي تشرف عليه أسرة آل هاشم عن المدينة المنورة بابتهالات للمنشد المدني حسين إدريس هاشم منذ أكثر من 30 سنة والتي كان – يرحمه الله - يختتم بها الإرسال في التلفزيون السعودي خلال ليالي رمضان على مدى ثلاثين ليلة.

وكشف مرشد عبر جهاز العرض عن التوسعات التي مرت بها المدينة المنورة حتى آخر توسعة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مستعرضا سيرة عدد من الأمراء الذين مروا عليها حتى عهد الأمير عبدالعزيز بن ماجد وتوقف الباحث المدني خلال عرضه عـلى عدد من الأحداث التي مرت بها المدينة مستعرضا عددا من الصور لأهم معالم المدينة المنورة وأسوارها التاريخية الشهيرة التي عرفت بها.

ونقل الدكتور النجيمي في بداية كلمته الافتتاحية للمنتدى تعليق ابن تيمية على حديث النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ستفترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة وأمة الأسلام على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من قال الذين كانوا على ما كنت عليه أنا وأصحابي اليوم مشيرا إلى أن ذلك لا يقتضي بأن هذه الفرق كلها في النار وكذلك أنه ليس جميعهم مسلمين.

وأضاف: نحن أهل السنة نؤمن بأن جميع الفرق الإسلامية التي تشهد أن لا أله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتؤمن بأساسيات الدين كالإيمان، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأن الله وحده مستحق للعبادة بأنهم من المسلمين مشيرا إلى أن تهديده أو وعيده صلى الله عليه وسلم بالنار إما أنه من باب الوعيد لمن يخالف منهجه فإن مات فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له وحتى إذا عذبه فإن المسلم لا يخلد في النار بحسب الأحاديث الصحيحة التي يرويها أهل السنة.

ويرى النجيمي والذي تسببت مداخلته في قناة المستقلة مساء تلك الليلة في تأخير انعقاد الملتقى عن توقيته لأكثر من ساعة أن أمور العقيدة من الأمور الخطيرة التي لا يجوز الخوض فيها إلا لمن يكون لديه علم مشيرا إلى بعض الفئات التي فسقت الناس بسبب الجهل بالتوحيد وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم مؤكدا وجود عبارات لدى بعض الفرق الإسلامية تحتاج برأيه إلى تفسير مضيفا أن أهل السنة يؤمنون ببقية الأئمة ولكنهم ليسوا معصومين وأن عليا رضي الله عنه من العشرة المبشرين بالجنة وأن الحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة الزهراء بضعة مني كما قال الرسول صلى الله عليه وسم مضيفا أنه لا شك في حب أهل البيت.