أن يعترف رجل بخيانة زوجته، فتلك مصيبة.. وأن يعترف بذلك على الملأ وعبر شاشة فضائية فتلك مصيبة أكبر.. وأن يتجاوز كل الأعراف ويرمي بالشرع جانبا ويتحول إلى مشرع يفتي لنفسه ويحلل ما حرم الله، فتلك أم المصائب.

هذا ما فعله وصرح به المنتج السوري أيمن الذهبي على شاشة " إل بي سي" الخميس الماضي، مؤكدا أنه خان زوجته المطربة أصالة نصري أثناء زواجهما لأنها كانت مقصرة في حقه ولم تكن تهتم به، مضيفا أن "من حق أي رجل أن يخون زوجته إذا قصرت بحقه". والأشد غرابة أن الذهبي راح يتحدث بسوء عن طليقته التي تزوجت بعد انفصالهما من المخرج طارق العريان، ولم يتورع عن ذكر بعض تفاصيل حياتهما الزوجية من قبيل أنها سليطة اللسان؛ إذ كانت تشتمه أمام أولاده وأمام الناس، الأمر الذي دعاه لـ"ضربها" أكثر من مرة. وتلك الأمور إن حدثت فقد كان الأفضل عدم ذكرها لأنها تبقى من خصوصيات أسرة كانت قائمة. غير أن الفن وأهله كما يبدو يبيحون لأنفسهم اختراق المحظورات، وتجاوز الأخلاق والأعراف الإسلامية والعربية التي تقول إنه من العيب تماما أن يتحدث زوج عن زوجته السابقة وأم أطفاله بسوء مهما حدث بينهما. لكن لو عرفنا أن الذهبي لم يكن له علاقة بالفن ودخل إليه من بوابة أصالة في زواج قيل عنه إنه زواج "مصلحة" آنذاك. وكلاهما استفاد من الآخر، فوصلت هي وحققت طموحها بالشهرة، ومارس هو تجارة الفن فأنتج وباع واشترى، وزاد ثراء على ثراء.. ولأن ما بني على خطأ يصعب استمراره فقد حدث الانفصال، ولأن الثقافة الشخصية انتقامية وليست متسامحة فقد بدأت الفضائح تظهر على الفضائيات، ووصلت إلى حدّ الاعتراف بالخيانة الزوجية التي ليست سوى "الزنا" بالمعنى الشرعي، وتحليل ذلك من غير اكتراث لما حرّم الله..

أحسب أن مثل تلك السهرة التلفزيونية تسيء للفن أكثر مما تخدمه، وتجعل المشاهدين ينفرون من الفنانين الذين أحبوا بعضهم. وليت الفضائيات التي تبحث عن الإثارة، تبتعد عن القضايا الشخصية خاصة ما ارتبط منها بالحياة الزوجية وتصفية الحسابات والانتقام.