صدرَ قرارٌ بتاريخ 14/6/1432هـ، يقضي بعدم وضع أي مطب صناعي في أي طريق عام يستخدمه الغافلون من عباد الله، إلا بعد وضع لوحات تحذيرية ذات مقاسات كبيرة (وليس بحجم ورقة A4) وبخط عريض وألوان فسفورية (وليس بخط قلم الجيب وألوان معتمة) على أن تبعد اللوحة عن المطب بمسافة كافية (وليس وضعها بجوار المطب) حتى يتمكن قائد المركبة من تهدئة السرعة بوقتٍ كافٍ قبل الوقوع في الفخ.. ويأتي هذا القرار العاجل نتيجةً لقيام إحدى الشركات- في الثلث الأخير من ليل 14/6/1432هـ، بوضع مطبات على الطريق المقابل لمستشفى الملك فهد بجازان، أدت إلى حوادث كثيرة ومترادفة، راح ضحيتها عدد من مركبات المواطنين الضعفاء من غير القادرين على إصلاح سياراتهم على حسابهم الخاص.. ويطالب القرار (سعادة مدير عام المطبات) أن يستخدم نفس الطريق لتصطدم مقدمة سيارته بمؤخرة السيارة التي تتوقف أمامه فجأة لتتفادى المطب، وتخبطه من الخلف السيارةُ التي تسير وراءه، ويشترط القرار على سعادته أن يستخدم في ذلك مركبته الخاصة، لكي يقوم بإصلاحها على نفقته الخاصة؛ لأنه لو استخدم سيارته الحكومية فلن يكترث لها حتى لو تكسرت جميع مفاصلها.

أيضاً يجري العمل على استصدار قرار آخر يلزم أي سائق يستخدم الطرق التي تربط القرى ببعضها بأن يصطحب معه مرشداً سياحياً للسير أمامه كدليل يجنبه الوقوع في المطبات المنتشرة بكثرة على طول الطرق، والتي تم نسيان إزالة بعضها بعد أن انتفت الحاجة إليها، ومن أشهر المطبات تجاهلا للوحات التحذيرية، تلك الواقعة في الطريق من جامعة جازان إلى قرية الكربوس؛ وقد حذرنا منها مراراً، إلا أن مسؤولاً لم يحرك ساكناً؛ غير أن الطريق القروي الممتد من قرية مزهرة إلى طريق جازان- أبوعريش، يُعد مثالاً لوفرة المطبات دون أي لوحة تحذيرية على الإطلاق؛ ولا يتفوّق عليه إلا طريق أبها- جازان، حيث لا تستطيع إحصاء مطباته.

كما تُجرى اللمسات الأخيرة لصياغة قرار يُذكر المسؤولين بالخوف من الله، والوقوف على معاناة الناس في الطرق؛ لأنه كلما وقعت سيارة في مطب (مجهول) رفع سائقها يديه إلى السماء داعياً على (المسؤول).

كما تم الانتهاء من مصوغة قرار يطرح سؤالين، الأول: من المسؤول عن تعويض الناس عن الأضرار التي تلحق بسياراتهم والإصابات التي يتعرضون لها في أنفسهم؟. والثاني: متى سيشعر المسؤول بأن المواطن كائن حي يجب احترامه؟!