قال الإعلامي الدكتور مسعود بن سعد الغامدي إن الفضائيات الإسلامية في رمضان مفيدة وتثري المائدة الإعلامية التي تقدم للمشاهد، وأما كونها تشغله عن الطاعة فالذي قد يشغله هو البرامج الغثة بل الضارة التي تقدمها القنوات غير الهادفة.

في هذا الحوار يحكي الغامدي رحلته من الشؤون الدينية بوزارة الدفاع إلى أن عمل وما زال في المجال الإعلامي الإسلامي منذ أكثر من ربع قرن، بالإضافة إلى العمل في الدعوة إلى الله.

من الدكتور مسعود الغامدي من واقع البطاقة الشخصية؟

مسعود بن سعد الغامدي، من مواليد منطقة الباحة، مدينة بلجرشي عام 1368هـ، لي من الأولاد 7، ستة بنين وبنت واحدة، والحمد لله.

عملت في الشؤون الدينية بوزارة الدفاع إلى أن تقاعدت، وعملت ومازلت أعمل في مجال الإعلام الإسلامي منذ أكثر من ربع قرن، بالإضافة إلى العمل في الدعوة إلى الله عز وجل في شتى ميادينها.

ما قصتكم مع الإعلام والفضائيات وكيف بدأت؟

ارتباطي بالإعلام بدأ منذ أكثر من ربع قرن وكانت البداية مع الصحافة، حيث عملت رئيسا لتحرير مجلة الجندي المسلم، وكتبت في عدة مجلات وصحف، ثم كانت الصلة بالإذاعة عبر برنامج عن القوات المسلحة، ومن ثم مع التلفزيون السعودي في برنامج المملكة هذا الصباح، وبرامج أخرى ثم مع محطة mbc، ثم بدأت الدائرة تتوسع وقد قدمت برامج في أكثر من 22 محطة فضائية على ما أذكر، وأطول برنامج استمررت فيه (رحاب الشريعة) قرابة عشر سنوات على شاشة قناة (اقرأ) الفضائية، وما زلت أقدم برامج في أكثر من قناة.

المنافسة الشرسة بين الفضائيات الإسلامية في رمضان هل تخدم المشاهد المسلم أم تسهم في إشغاله عن الطاعة؟

المنافسة بين الفضائيات الإسلامية في رمضان أرى أنها مفيدة وتثري المائدة الإعلامية التي تقدم للمشاهد، وأما كونها تشغله عن الطاعة فالذي قد يشغله البرامج الغثة بل الضارة التي تقدمها القنوات غير الهادفة، أما أن يعيش المشاهد مع برنامج يتعلم فيه أمر دينه بأساليب متنوعة فإن هذا من العبادة على ألا يشتغل به عما هو أهم.

من خلال تجربتكم الإعلامية في إدارة قناة الخليجية، كيف تقيمون الإعلام الإسلامي، وهل تعتقدون أنه تعدى مرحلة الهواية؟

تجربتي في إدارة قناة الخليجية أفادتني كثيرا في معرفة معاناة القائمين على القنوات الإسلامية، فقد عايشت بنفسي هذه المعاناة سواء من الناحية المادية حيث الإمكانات المحدودة جدا أو النقص في الكوادر المؤهلة، ولكن الملاحظ أن الإعلام الإسلامي بدأ ينتقل إلى مرحلة النضج والمهنية، إلا أن المسافة تجاه النجاح المأمول ما زالت طويلة، وأرى أن الإعلام الإسلامي سيتخطى المصاعب وسيبلغ بإذن الله المأمول قريباً بإذن الله.

تزايد أعداد الفضائيات الإسلامية هل هو مفيد أم مشتت للجهود؟

تزايد الفضائيات الإسلامية مفيد، وهو أمر طبيعي ويدل على وجود جمهور يرغبها، ولاشك أن وجود مؤسسة قوية خير من وجود عدة مؤسسات هزيلة، ولكنها طبيعة الأشياء تبدأ هكذا والبقاء دائما للأصلح والأقوى.

وهل الفضائيات الإسلامية مربحة كما يعتقد البعض؟

في حدود علمي لا توجد قناة إسلامية مربحة ربحاً مغرياً بل أكثرها تعاني من نقص في المواد، وحاجتها ماسة إلى من يؤازرها من أهل الخير وحب الدعوة لتستمر في أداء رسالتها.

يرى البعض أن استهداف القنوات الإسلامية للربح وحصول الدعاة على أجور نتيجة ظهورهم عليها يتعارض مع رسالة الدعوة السامية، هل تتفقون مع هذا الرأي؟

لا أرى مانعا في أن يتطلع القائمون على الإعلام الإسلامي إلى الربح على ألا يطغى على الأساس وهو خدمة الدعوة إلى الله عزوجل، وكذلك الدعاة إذا أعطوا من قبل هذه القنوات شيئاً من المال فإن هذا أمر طبيعي ولا يتعارض مع بذل الرسالة وأداء واجب الدعوة.

كثير من القنوات الإسلامية تواجه مشاكل تهدد استمرارها، برأيك هل يعود ذلك لضعف الموارد أم لسوء الإدارة؟

كما أسلفت يعاني كثير من القنوات الإسلامية مادياً وتحتاج إلى وقفة جادة ومخلصة من التجار لاستمرارها في أداء دورها التربوي التوعوي المهم. أما سبب هذه المعاناة فهو أولاً طبيعة العمل الدعوي الجادة، وفي جانب آخر عدم وجود كوادر متخصصة بالقدر الكافي في إدارة القنوات الإسلامية أسهم في ضعف مواردها.

كثير من القنوات يمتلكها سعوديون لكنها تبث من الخارج أو تدار بطاقم غير سعودي بالكامل؟ ترى ما السبب وهل يؤثر ذلك على سياساتها وانتمائها؟

تسبب عدم وجود مدينة إعلامية في المملكة كنظيراتها في الدول الأخرى في هذا الوضع، حيث أصبحت بعض القنوات التي يمتلكها سعوديون تبث وتدار في الخارج وبكوادر غير سعودية، أما مدى تأثير ذلك على سياستها وانتمائها فأظن قدراً فيه يحصل ولكن تبقى سياسة القناة مرهونة بأصحاب القرار إلا أن الوضع سيكون أفضل لو أمكن أن تبث من داخل المملكة.

هل تؤيد الاستفادة من الدراما في القنوات الإسلامية وتوظيفها بشكل يخدم الدعوة؟

لا بأس من استخدام الدراما في القنوات الإسلامية، وهي وسيلة مؤثرة جدا، شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية.

ما هي البرامج التي تحتاجها الساحة ولم تخدمها القنوات الإسلامية بشكل جيد؟

ما زال هناك قصور في تغطية احتياجات الساحة الإسلامية في مجال البرامج في شتى المجالات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.

يعتقد الكثير أن الفضائيات هي السبب في فوضى الفتاوى بفتح الباب لكل من هب ودب.. ما تعليقكم؟

الفضائيات الإسلامية وجدت لإتاحة الفرصة للقادرين والمؤهلين من العلماء والدعاة والمختصين في مجالاتهم الهادفة ليقدموا للناس ما لديهم من الخير، ولكن فعلا حصل بعض التوسع الضار، حيث لا تعتني بعض القنوات باختيار أهل الكفاءة، وقد تصدر من ليسوا بأهل بعض الأحيان، وفي هذا ولا شك إخلال بالرسالة المقدسة الواقعة على عاتق هذه الفضائيات.

كمشاهد ما هي البرامج التي تشد الدكتور مسعود ويحرص على متابعتها؟

ليس لدي الكثير من الوقت لمشاهدة البرامج، ولكن تشدني البرامج الفكرية المنضبطة والتي يقدمها الأكفاء وتتناول القضايا الكبرى للأمة.

بعض القنوات والبرامج اتخذت من الإثارة والجدل والمناظرات وفتح الملفات الشائكة مادة لها، هل ترى ذلك مفيداً للمشاهد العادي؟ أم إن فيه نوعا من الإثارة والبلبلة؟

لا أرى مانعاً من فتح الملفات الشائكة ومناقشتها، بل أرى هذا إثراء للمشاهد ومعالجة لقضايا تهم الناس، شريطة أن يستضاف لها المتخصصون النزيهون وتدار باحتراف، وهذا أحد أهداف الإعلام الجاد.

ماذا يحمل رمضان للدكتور مسعود الغامدي من ذكريات؟

رمضان تميز على سائر الشهور بروحانيته وذكرياته الجميلة، وأنا كغيري أحمل منها الكثير، وهو استراحة للأرواح إذا تصرفنا فيه وفق مقتضاه، فهو شهر القرآن والعبادة المكثفة والتخفيف من هموم الدنيا والارتقاء بالنفوس.

أمنية تتمناها في الشهر الفضيل؟

أتمنى أن يجمع الله أمة الإسلام على مبادئه وأن أعيش حتى أرى المسجد الأقصى حراً كأخويه المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.