رفع باعة جوالين ماء زمزم المنتشرون على الطرق المؤدية من العاصمة المقدسة إلى جدة وإلى الطائف أسعار الجوالين بشكل مبالغ فيه، مستغلين الإقبال الكبير عليها في الشهرالكريم من قبل المعتمرين والزوار.
ووصل سعرالجالون الصغير سعة ثلاثة لترات إلى اثني عشر ريالا، وسعة خمسة لترات إلى خمسة عشر ريالا وسعة عشرة لترات إلى خمسة وعشرين، في الوقت الذي يشكك فيه البعض في محتوى الجوالين من الأساس بقيام الباعة بغشه وخلطه بالماء العادي لزيادة أرباحهم.
وأوضح المواطنان صالح الحربي وسعد السفري أن الإقبال على ماء زمزم يزيد في شهرالصيام كونه ماء مباركا، وانتشارالباعة على الطرقات يشجع الأهالي على الشراء منهم بغض النظرعن السعر.
وعبرا عن شكوكهما في أن يكون الماء الذي في هذه الجوالين هو ماء زمزم، لأسباب عديدة أولها الزحام الشديد على تعبئة زمزم هذه الأيام، إضافة إلى أن الجهات الأمنية لا تسمح للشخص بتعبئة أكثرمن أربعة جوالين، فكيف قام الباعة بتعبئة كل هذه الجوالين؟
وأشار سميح اللحياني وفهد الجعيد وحسن الأسمري إلى وجود إشاعات حول هذه الجوالين وأن الماء الذي بها ليس ماء زمزم وإنما هو ماء عادي وأضيف له شيء من الملح.
ويؤكد الشاب صالح غديفل، وهو ضمن مجموعة تعمل في تعبئة الجوالين وتوصيلها لنقطة البيع، بقوله: نحن أربعة أشخاص، أحدنا ينتظر مع الطوابير في ميدان التعبئة، والآخر يتولى تحميل الجوالين بعد تعبئتها بزمزم والثالث يوصلها للبائع المتمركز في طريق مكة الطائف السيل، نافيا وجود غش في ماء زمزم، مؤكدا أنهم لم يجدوا عملا بعد الحصول على الثانوية واضطروا للعمل في هذا المجال للحصول على لقمة العيش.
وقال مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد الفوتاوي، أنه تم تنفيذ حملة ميدانية تقتصر على جمع العينات العشوائية من بائعي مياه زمزم المتواجدين على مداخل ومخارج العاصمة المقدسة، و جرى أخذ عينات عشوائية من بعض مياه الجوالين المعروضة وتحليلها بمختبر الإدارة العامة لصحة البيئة.
وأضاف: أظهرت النتائج عدم مطابقة معظم هذه العينات للمواصفات والمعايير الخاصة بماء زمزم، الأمر الذي يؤكد وجود غش، واحتمال خلط مياه زمزم بمياه أخرى عادية بغرض زيادة الكمية بهدف الربح المادي، لذا فإن ما يتم عرضه وبيعه من مياه زمزم بالطرقات غير مأمون ومضمون إطلاقا.
وحذر الفوتاوي من التعامل مع هؤلاء الباعة كي لا يقع الضرر على المستهلك جراء عملية تداول هذه المياه لعدم معلومية مصدرها من ناحية، وعدم ضمان سلامة العمالة، بجانب تعرض عبوات المياه إلى درجة حرارة مرتفعة قد تؤدي إلى تغير بعض الخواص الطبيعية للمياه.
ومن ناحيته أكد مدير عام مصلحة المياه بمنطقة مكة المكرمة الأسبق الدكتور المهندس يحيى كوشك أن ماء زمزم يتلوث عبر الجوالين غير المعقمة وغير النظيفة، التي تباع بصورة عشوائية وبصورة مخالفة، سواءً بمواقع التعبئة الحالية وأيضاً في الطرقات والشوارع والميادين، داعيا الراغبين في شرب ماء زمزم، للتأكد من سلامة ونظافة تلك العبوات التي يتم تداولها حالياً والتأكد من سلامة محتواها ونظافتها قبل تعبئتها.
ونفى كوشك أن يتأثر ماء زمزم بالتمديدات الحالية سواءً لمقر التعبئة بشارع الغزة أو بحي كدي، مضيفا أنه ليس هنالك أي عملية خلط لماء زمزم بأي مواد أخرى، وليس هنالك أي تركيب كيميائي مائي مشابه لتركيب ماء زمزم، ومثال ذلك بئر الداؤدية وهي بئر مجاورة لبئر زمزم وتبعد عنها فقط بمقدار100متر، وتستخدم مياهها في عمليات الغسل والنظافة وفي دورات المياه خارج المسجد الحرام.