أوضح مدير إدارة تنمية الموارد المالية بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في منطقة الرياض عبدالله المهيدب أن تكلفة الوقف الخيري للجمعية بلغت 145 مليون ريال بتمويل من بنك البلاد ليخدم نحو 300 مدرسة ودار لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة الرياض، مشيراً إلى أن المشروع يسد رواتب 4136 موظفة من المعلمات والمشرفات الموجودات حاليا. وأضاف المهيدب في تصريح إلى "الوطن" أن غالبية الموظفات من السعوديات بنسبة لا تقل عن 90% من إجمالي الوظائف، وأن معظم دور التحفيظ تعمل خلال الفترة المسائية، وتتراوح رواتبهن من 800 إلى 1200 ريال وتختلف باختلاف المنصب الوظيفي من مديرة إلى مشرفة أو معلمة.

وأشار المهيدب إلى أن بعض الموظفات تمر عليهن أشهر دون أن يتسلمن رواتبهن فيما تحتسب بعضهن الأجر وتنتقل البعض الآخر من مدرستها إلى مدرسة تسلم الراتب بانتظام، مما خلق عدم ثبات للمعلمات وكثرة تنقلاتهن، موضحا أن المشروع سيوقف تلك التنقلات.

وأضاف أن المبنى تم تأجيره لإحدى الجهات الحكومية بـ15 مليون ريال سيخصص ريعه بعد السداد إلى صرف رواتب الملتحقات بالدور ومدارس التحفيظ النسائية بمنطقة الرياض بمهلة قدرها سبع سنوات وسيستغرق التسديد نحو سنتين وذلك بدعم من رئيس مجلس الموارد المالية عضو مجلس الإدارة بالجمعية الأمير محمد بن سلمان بالإضافة إلى دعم المحسنين والمتبرعين سواء جهات تجارية او شركات أو أفراد.


إدارة الوقف

وحول ما إذا كان الوقف سيتبع إدارة الجمعية أم إدارة مستقلة، أوضح المهيدب أن الوقف تابع لإدارة العقارات بالجمعية وهي التي تدير الاتجار والصرف، مشيرا إلى أنه في حال فشلت الجمعية في إيفاء مبلغ التبرعات سيتاح للمدارس نفسها الاستثمار في مبنى الوقف نفسه لصالحها، وتعد شريكة في الوقف، إلا أن هذه الخطوة سابقة لأوانها. وسيتم إعداد قسم خاص للنساء مستقل بذاته في مركز الجمعية بإشراف وإدارة ودعم دور المدارس النسائية بشكل مستقل بمشرفة عامة ومشرفات عامات للمدارس التابعة لهذا المشروع.


قلة المتشددين

ورد المهيدب على الاتهامات التي لاقتها بعض دور تحفيظ القرآن أنها تعاني من المتشددين، قال إن ذلك اتهام باطل لا أساس له من الصحة وإن دور التحفيظ مثلها مثل أي جهة أو مدرسة حكومية فيها بعض الأفراد الذين لهم فكر متطرف، موضحا أن الفئة المتشددة لا تشكل أي خطر ولا أي قيمة للمدارس التابعة للجمعية لأن هناك إشرافا حازما عليها من وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومن الجمعية، وسيتم استبعاد أي شخص متشدد في الجمعية. وأوضح أن فئة المتشددين في المجتمع فئة محدودة جدا عملت ضجيجا، إلا أنهم لا يمثلون المجتمع السعودي فهو مجتمع ليس غالياً في الفكر وهو مع ولي الأمر وداعم له.





مناهج تحفيظ القرآن

وبالنسبة لمنهج المدارس، قال إنه منهج موحد ومنتظم تسير عليه كل المدارس بمختلف الأعمار وبمختلف أنواع الحفظ المنتسبات إلى هذه المدارس، وأوضح أن الجمعية بدأت تخطو خطوات جيدة في توظيف القيادات الإدارية وتفريغهم بالكامل، بنسبة 90 % من إجمالي الموظفين واستقطاب القيادات جيدة السمعة في المجتمع، مما يكون لهم دور أكبر في تحقيق أهداف الجمعية، مبيناً أن رئيس الجمعية ونائبه، والأمين العام ونائبه مفرغون للعمل بالجمعية.


مناطق المملكة

وأشار إلى أن هناك 28 فرعاً للجمعية في منطقة الرياض، و13 فرعاً لها في مختلف مناطق المملكة تخضع لرئاسة أمير المنطقة وتتبع له المحافظات التابعة للمنطقة، كما أن هناك حاجة كبيرة للمدارس النسائية في المملكة تقدر بـ100 مدرسة إضافية، إلا أن ضعف المردود المادي أدى إلى تأجيل تنفيذ الطلبات الخاصة بافتتاح تلك المدارس بالرياض، موضحا أن هناك حلقات رجالية لتحفيظ القرآن في 1003 مساجد بالرياض.