تعد مهنة بيع المساويك من خصوصيات شهر رمضان، وتلقى رواجا كبيرا بين القاصدين للمساجد والأسواق خصوصا في هذا الشهر.
وتختلف المساويك في نوعيتها فهناك الجيد والأقل جودة الردئ، ولكل منها زبائنه، وفي السنوات الأخيرة احتل السواك المغلف مكانته سريعا، حيث ظهرت شركات خاصة لبيع المساويك، بدلا من البائع المعتاد الذي يجلس بها أمام أبواب المساجد.
وعرف لدى الكثيرين أن أجود أنواع السواك ما يتم أخذه من ذكور شجرالأراك الذي يتميز باللون الأبيض والذي يطلق عليه مستخدمو السواك "الحنش" حيث يظهر هذا اللون على قشرة السواك، ويكون شبيها بظهر الافعي أو الحنش إلى حد ما وهذا النوع من أغلى أنواع السواك.
وفي جولة ميدانية لـ"الوطن" قرب مسجد الشافعي وسط حارة المظلوم بمنطقة البلد في جدة، حيث يجلس في أحد زوايا الساحة المتسعة العم عبدالجبار قادر،والذي رسم الزمن على ملامح وجهة خطوط الشقاء والتعب، فجلس أمام فرشته المصنوعة من بساط الحصير وقام بنثر حصيلته من المساويك عليها، ويغطيها بقماشة من الخيش المبلل بالماء للحفاظ عليها من الجفاف .
يقول: أبيع المسواك منذ 15 عاما، وأحرص على جلب النوع الجيد والمرغوب لدى الزبائن،مشيرا إلى أن الغش وصل للمساويك شأن كل السلع التي تباع،، فبعض المساويك جودتها متدنية وليس لها طعم يشتريها البائع ثم يضعها في برميل ويغمرها بالماء والزنجبيل، أو بعض المواد الحارقة لمده زمنية ثم تخرج وتوضع في الثلاجة ثم تباع .
وكشف أن هناك أساليب يستطيع المستهلك بها تمييز المسواك الجيد من الردي حيث السواك الذي يكون طعمه ورائحة قشرته قريبين إلى التراب، يكون منقوعا في ماء لمدة طويلة ولا يعطي الفائدة المرجوة منه، ويكون غير صالح للاستخدام الآدمي.
وأكد أن هناك تهديدا بانقراض هذه المهنة في ظل ظهورالمصانع المنافسة، والتي بدأت تطرح في الأسواق السواك بشكل أكثر جاذبية،مشيرا إلى أن بعض الشركات التي تــنتج المسواك المغلف تــضيف اليه مواد حـــافظة، وهذا يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة .
وعن أماكن جلب أعواد السواك، يضيف: من المتعارف عليه أن أرض جازان أكثر مناطق المملكة إنتاجا "للسواك" مؤكدا أن استخراج السواك فيه مشقة كبيرة لأنه يجلب من الأماكن الصحراوية، وهو يختلف عن المستخرج من بطون الأدوية حيث يكون شديد الحرارة، بل إن بعض هذه المساويك يسبب حرقة للشفاه.
ونفس الحال بالنسبة للعم صالح الشبيكي الذي اشتكى من ضعف الإقبال على تجارته التي كانت تعينه على نفقات أسرته الكبيرة، ويقول بأسى: كنت أنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر حيث كنت أبيع فيه بمبالغ كبيرة أدفع منها الإيجاروأدبر نفقات العيد لأسرتي وأمي المريضة، ولكن الآن كل الناس ألاحظها معها السواك المغلف الذي يباع في الصيدليات والمراكز التجارية الكبيرة.
من جهته قال المدير التنفيذي لمصنع "معمل سواك المسلم" صهيب عبدين: لسنا جددا في هذه العملية، فلنا في الصناعة مايقارب 14 عاما،ونقوم بجلب أعواد السواك من منطقة جازان ومن اليمن،حيث يأتي لنا مقطعا على شكل أعواد طولها ما بين 50-60 سم، حيث تتم في المعمل مرحلة قطع وتنظيف أعواد السواك، حتى نتمكن من تغليفها بطرق مبتكرة معتمدة على التفريغ من الهواء وأكد أنه في شهر رمضان يرتفع الطلب على السواك المغلف للضعف، مشيرا إلى أن ما يميزالمساويك عن بعضها ،هو نوعية السواك وطرق تغليفه، حيث إن هناك سواكا يجلب من باكستان يكون له رائحة غير مرغوبة وسعره أقل ويتم تغليفه في أحد المعامل ويباع في الأسواق . وأضاف أن السواك المغلف أفضل من الذي يباع على أرصفة الأسواق،حيث يكون أكثر أمانا وحفاظا على صحة الشخص الذي يستخدمه، مشيرا إلى أن السواك الذي يباع في الطرق يكون معرضا لعوادم السيارت، وكذلك الغبار مما يؤدي إلى مشاكل صحية تصيب مستخدميه.
من جهته أكد طبيب الأسنان فؤاد خيري أن السواك يمثل علاجا فعالا للأسنان بمختلف مشاكلها،فهو يقيها من التسوس خصوصا للأطفال لاحتوائه على مادة الفلورايد، ويزيل الصبغ والبقع، لاحتوائه على مادة الكلور، ويُعتبر مُبيضاً للأسنان لوجود مادة السليكا، التي تحمي الأسنان من البكتريا المسببة للتسوس، ويحوي مادة الكبريت والمادة القلوية التي تُفيد في التئام الجروح وشقوق اللثة.