كشف ضابط المخابرات المركزية السابق فيليب جيرالدي أن شبكة التجسس الإسرائلية التي ضبطت مؤخرا في لبنان والتي ركزت على تسجيل الاتصالات عبر الهواتف النقالة تصلح لإعطاء مثل عن الشبكات الإسرائيلية المشابهة المنتشرة في الولايات المتحدة.
وأشار جيرالدي إلى أن "الإسرائيليين أسسوا بنية تحتية تكنولوجية تمكنهم من التنصت على أغلب المحادثات التي تدور في الهواتف النقالة أو الهواتف الأرضية في الاتصالات بين الولايات المتحدة ودول العالم وهم يستخدمون مكاتب شركة طيران العال كمحطات منتشرة فوق الأراضي الأمريكية لقيادة العمليات الاستخبارية فوق تلك الأراضي".
من جهة أخرى، لملمت بيروت جراحها ودفنت من سقطوا في اشتباكات ليل أول من أمس بين من يفترض أنهما حليفان: حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش).
وكانت الصدمة صباح أمس إثر انكشاف ما سببته "الاشتباكات الأخوية" من دمار وخسائر كبيرة جدا يضاف إليها حالة الهلع وعدم الاستقرار التي طوقت أحياء عديدة في العاصمة التي عادت لتتذكر الأحداث المأساوية في 7 أيار عام 2008 .
وفي الوضع الأمني أيضا ذكرت معلومات أن انفجار عبوة ناسفة صباح أمس في موقف بناية درويش في جبل محسن بمدينة طرابلس أدى إلى جرح مواطنة.
وحضرت المعارك الدموية على طاولة مجلس الوزراء بقوة أمس. وعلم أن مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة لمتابعة أحداث برج أبي حيدر ولضبط الشارع. كما جرى تركيز البحث في الجلسة على ضرورة الاتفاق على الدور الذي سيؤديه الجيش اللبناني في مثل هذه الحوادث.
وفي التداعيات السياسية للأحداث أدان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاشتباك المسلّح، مشدداً على "التزام الجميع عدم الاحتكام إلى السلاح مهما كان السبب"، لافتاً إلى أنّ "أمن المواطنين هو فوق كل اعتبار".
وفيما شيع حزب الله قتيلين له سقطا في الحادثة نقل عن وزير الحزب محمد فنيش أثناء توجهه لحضور جلسة مجلس الوزراء قوله إنه يجب ألا نعطي لما حصل أبعاداً"، فيما وصف زميله حسين الحاج حسن ما جرى بـ"الحادث الفردي".
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد وجه باتصالاته "لوأد الفتنة التي ظهرت بوادرها باستغلال الحادثة من أجل توسيعها، ولحصر الذي جرى ضمن إطاره الضيق". وأكد "ضرورة إجراء تحقيق سريع وشفاف وتسليم المتسببين في ما جرى إلى الجهات المعنية والقضاء".
وطالب نواب في تيار المستقبل بسحب السلاح من بيروت ووضع حد للسلاح غير الشرعي في لبنان، واعتبرت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" أن "الاشتباكات دليل جديد على خطورة فوضى الميليشيات والسلاح المستشرية، وعلى أهمية التوصل إلى قرار وطني جامع يجعل من الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية والشرعية المرجعية الحصرية لامتلاك السلاح وتحريكه واستخدامه".
ورفض مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "ظاهرة الشغب المسلَّح"، وأعلن أنَّ "اللبنانيين الذين ينشدون قيام الدولة العادلة الآمنة القوية والذين يتطلعون إلى تقوية الجيش اللبناني بتسليحه تحصيناً للبنان في وجه العدو الإسرائيلي قد ضاقوا ذرعاً بتقديم الضحايا من المدنيين الأبرياء في الأحياء الداخلية لبيروت ثمناً لخصومة الأفراد الذين يستقوون خلف سلاح الأحزاب التي ينتمون إليها".
وكانت عبارة الرئيس السابق للحكومة سليم الحص أكثر ردود الفعل تدليلا على ما يحصل في شوارع بيروت حيث قال إن "ما جرى هو كفر بقيمة الإنسان".