تحول العديد من مراكز وحواجز الشرطة العراقية أمس، إلى مراكز موت ،في يوم دام حصد حوالي 70 قتيلا وأكثر من 200 جريح، مستبقا القرار الأمريكي بانتهاء العمليات القتالية للقوات الأمريكية ببضعة أيام. وانعكس الأمر سلبا من قبل العراقيين بسبب عجز الحكومة المنتهية ولايتها عن حفظ الأمن واتساع الخلاف بين الفرقاء السياسيين حول تشكيل الحكومة. وكان الانفجار الأعنف بالقرب من مركز شرطة حي القاهرة بجانب الرصافة وأسفر عن مقتل 15 شخصا وجرح 58 ، فيما أوقع هجوم آخر في بغداد قتيلين وسبعة جرحى، وشهدت منطقة حي العامل مواجهات مسلحة بين مسلحين مجهولين وعناصر الجيش العراقي إثر مقتل اثنين من عناصر الأمن ، وأصيب سبعة أشخاص في انفجار عبوتين ناسفتين في الكرادة وشارع حيفا وسط بغداد.




قتل نحو 70 شخصا وأصيب أكثر من مئتين آخرين في سلسلة هجمات استهدفت مراكز وحواجز للشرطة في العراق قبل ستة أيام من الإعلان الرسمي عن انتهاء العمليات القتالية للقوات الأمريكية في البلاد. وسادت حالة الاستياء والتذمر بين الأهالي بسبب عجز الحكومة المنتهية ولايتها عن حفظ الأمن واتساع الخلاف بين الأوساط السياسية حول تشكيل الحكومة. وطبقا لمصادر أمنية فإن الانفجار الأعنف كان بالقرب من مركز شرطة حي القاهرة بجانب الرصافة وأسفر عن مقتل 15 شخصا وجرح 58 غيرهم في هجوم انتحاري على مركز للشرطة شمال شرق بغداد.

وفي هجوم آخر في بغداد، قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة علاوي الحلة، فيما شهدت منطقة حي العامل مواجهات مسلحة بين مسلحين مجهولين وعناصر الجيش العراقي إثر مقتل اثنين من عناصر الأمن في هجوم شنه مجهولون في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، وأصيب سبعة أشخاص في انفجار عبوتين ناسفتين في الكرادة وشارع حيفا وسط بغداد.

وفي محافظة واسط جنوب العاصمة أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية مقتل خمسة أشخاص وإصابة 25 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدفت دائرة جوازات المحافظة. وأعلنت شرطة مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار مقتل ثلاثة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجز تفتيش يتبع للشرطة. وفي محافظة ديالى قتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة في انفجار سيارة مفخخة متوقفة قرب مبنى بالمقدادية.

وفي البصرة أصيب 12 شخصا على الأقل، بينهم أربعة من الشرطة في انفجار سيارة مفخخة في مرآب للسيارات قرب مركز للشرطة في حي العشار وسط المدينة. وفي كركوك قتل مدني وأصيب ثمانية آخرون في انفجار سيارة مفخخة في شارع راس دوميز وسط المدينة. وفي كربلاء أصيب 29 من رجال الشرطة والمدنيين بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة حي النصر الذي يبعد عن مركز المدينة أربعة كيلومترات.

وعزا الخبير في الشؤون العسكرية توفيق الياسري أسباب الهجمات إلى وجود خرق أمني، إضافة إلى انعكاس طبيعة المشهد السياسي وتأخر تشكيل الحكومة على الأوضاع الأمنية في البلاد، وقال: "لا بد من فك الاشتباك بين المؤسسات الأمنية وتوحيد خططها وبرامجها وقواعد بياناتها كي يكون الأداء أفضل من السابق". وطالب أعضاء في مجلس النواب بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لضمان استقرار الأوضاع الأمنية. وفي هذا السياق قال النائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني: "الوضع الأمني يرتبط بالسياسي، وهذه الأحداث تعكس الآثار الخطيرة لتفكك الوضع السياسي وغياب الاتفاق على تشكيل الحكومة".

وبدوره حمل النائب عن القائمة العراقية قتيبة الجبوري الحكومة الحالية مسؤولية تراجع الملف. داعيا إلى اعتماد كل الطرق والوسائل للإسراع في تشكيل الحكومة. ومن جانبه اتهم عضو ائتلاف دولة القنون حيدر الجوراني أجهزة مخابرات دول مجاورة للعراق باستغلال الخلاف السياسي لزعزعة استقرار الأوضاع الأمنية.