انتقد الدكتور زهير كتبي مبادرة نادي مكة الأدبي بتكريم عدد من المؤرخين والجغرافيين المعاصرين الأحد الماضي.

وقال كتبي لـ"الوطن": الحفل كرم أسماء لم تستحق التكريم وتم تغييب بعض الأسماء البارزة، إذ كان للمجاملات والمحسوبية والعواطف لدى القائمين على نادي مكة دور في هذا التكريم، وأنا أتعجب لتحول النادي إلى فرع من فروع جامعة أم القرى من حيث التقديم والمهام, فهنالك كثير من المؤرخين والجغرافيين بمكة المكرمة جديرون بالتكريم ولم يكرموا. وتابع كتبي (لديه 47 كتابا تتحدث في شؤون مكة المكرمة وتاريخها ورجالها): أطالب إدارة نادي مكة بالرحيل عن النادي ومواقعهم قبل أن يتم ترحيلهم بالقوة بواسطة صناديق الاقتراع.

وأكد كتبي أن الاختيار للتكريم لم يتم بصورة علمية وموضوعية, واصفا الاحتفالية بأنها نوع من (البرستيج) والمجاملة والمحاباة.

فيما اعتبر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان الحفل التكريمي لمؤرخي وجغرافيي مكة لحظة من اللحظات التاريخية وهي محل الفخر والاعتزاز والتكريم لكل من خدم مكة المكرمة - على حد قوله. ووصف أبو سليمان التكريم بأنه مظهر من مظاهر الوفاء والتقدير للأحياء والأموات، مبيناً أن المطلوب والمأمول من نادي مكة التوسع في تكريم الرواد. ولفت أبو سليمان إلى أن جامعة أم القرى قد سبقت في وقت ماض بتكريم الرواد في المملكة ومنهم الأدباء والشعراء، وأيضاً العلماء والإداريون.

وثمن أبو سليمان رعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الحفل.

من جانبه أكد الدكتور عبدالملك بن دهيش أن تكريم المؤرخين من قبل النادي جاء متأخراً، متمنياً لو أنه كان مبكرا, ومثمناُ في الوقت نفسه هذه المبادرة، غير أنه اعتبر التكريم خطوة جميلة وسديدة داعياً إلى الاحتفاء ببقية المؤرخين والجغرافيين الذين تحدثوا عن مكة المكرمة.

وعن أبرز الأسماء التي يراها ابن دهيش تميزت في تاريخ مكة المكرمة قال: المؤرخ عاتق بن غيث البلادي يعتبر من كبار المؤرخين وله جهد كبير في دراسة مكة المكرمة وجغرافيتها ودراسة أحيائها المختلفة.

فيما قال باسم نجل الدكتور ناصر بن علي الحارثي (رحمه الله) إن الموسوعة العلمية الخاصة بآثار مكة المكرمة التي ألفها والده والموسوعة الخاصة بآثار مدينة الطائف ستترجم للغتين الإنجليزية والإسبانية.

من جهته بين عضو مجلس إدارة نادي مكة المكرمة والمسؤول الإداري عن حفل التكريم لمؤرخي ومجغرفي مكة المكرمة المعاصرين الدكتور محمد مريسي الحارثي أن هذا التكريم هو تكريم لمكة المكرمة التي تعتبر مدينة عالمية، والتنويه والاحتفاء والاحتفال والوفاء بأصحاب الإنجاز والمبدعين من أجل أن نؤسس التفافا حول كل خطاب ثقافي عربي أو إسلامي يفيد الناس ولا يضر، ويبني ولا يهدم، ونؤصل في هذا المشروع مبدأ الاحتفاء حيثُ تم الاحتفاء بـ(6) مكرمين ونتطلع لمزيد من عطائهم في هذا الجانب. ونحن بصدد تكريم أسماء أخرى فنية وسياسية وأدبية وتاريخية من أجل تعميم ثقافة التكريم المستحق للجميع وليس من مبدأ فاضل ومفضول.