وللإخوة الكرام رؤساء الغرف التجارية بالرياض والدمام وجدة، أسوق العنوان بعاليه: انتبهوا، نحن شركاء معكم في هذا الوطن، ولنا تماماً مثلما لكم من الحقوق، وعلينا في المقابل لهذا الوطن ما علينا من المسؤولية، وفوز أبها برئاسة مجلس الغرف ومعه استحقاق المجمعة والخرج لمناصب نواب الرئيس ليس إلا حق الشراكة الطبيعي، وهؤلاء لا يزاحمونكم امتيازاً لاحتكار اعتدتم عليه، بل يأخذون حقهم الطبيعي المشروع، فالمسألة ليست فصلاً دراسياً يتناوب عليه عريف الفصل الثابت. وفي أعقاب فوز المهندس عبدالله المبطي برئاسة مجلس الغرف السعودية وفوز نائبيه من الخرج والمجمعة، خرج عرفاء الفصل القدامى بأسطوانة التبرير أن الانتخابات كان يجب أن تؤجل حتى تنتهي اللجنة المشكلة من دراسة آلية الانتخاب وشروط الترشيح، فلماذا إذاً أيها الكرام تناوبتم هذا الكرسي لثلاثة وثلاثين عاماً دون ـ لجنة مشكلة ـ ودون آلية للانتخاب ودون أي شروط للترشيح؟ ولماذا لم تقولوا إن رئاستكم القديمة أو حتى ـ المسحوبة ـ بصوت الجميع من الأعضاء لم تكن قانونية للسبب نفسه؟

ومرة ثالثة: انتبهوا، فالجميع شركاء في هذا الوطن، ومسألة الصغير والكبير لا تقررها هذه التخرصات، بل يقررها صوت الجميع وخراج صناديق الانتخاب. نحن أيها السادة في كل مكان على أعتاب مرحلة جديدة من الشراكة الوطنية الشاملة. ومن العدالة الاجتماعية أن تكون الفرصة أمام الجميع مفتوحة ومشرعة للكفاءة. الشرط الذي يحكم الجميع اليوم هو شرط المواطنة. والوطن خريطة كاملة ندفع بجيوشنا على الدوام لحماية الشبر الأخير مثلما حمينا قلب الوطن ومنبع الوحدة. الوطن الذي نعرفه ونريد تعريفه إليكم هو الوطن الكبير الذي لا يوجد فيه هامش ومتن، ولا محوري وثانوي، ولا خصر وأطراف. وحين نرسم خارطة الوطن في درس الجغرافيا فإن أحداً لن يلغي ثوابت التاريخ ولن يختزل هذه الخريطة.

الذي أوصل المهندس عبدالله المبطي إلى رئاسة الغرف هي بشائر الزمن الجديد مثلما هي أصوات كل الشرفاء الذين طالبوا على الدوام بأسنان مشط لن تستطيعوا كسر بعضها اليوم. الذي أوصله هي المواطنة والكفاءة والعصامية مثلما هي السيرة التاريخية الذاتية ومثلما هو أهم: أننا بدأنا ننتبه من اليوم أننا معكم ومثلكم جميعاً شركاء في هذا الوطن.