كنت قد اقترحت على إدارة الأهلي في ثنايا مقال سابق الإبقاء على مدرب الفريق الحالي أليكس، إذا رأت الإدارة واللاعبون أنه المدرب الأنسب للمرحلة المقبلة، لكنني لاحظت أن هوية الفريق ما زالت مفقودة، وأن لديه ثغرات لم يستطع سدها، وبالتالي بدأ البحث عن مدرب آخر.

لكن من يكون هذا المدرب الجديد، وما هي مواصفاته، وهل من شروط التعاقد مع المدرب الجديد أن يكون اسماً كبيراً في عالم التدريب، أم اسماً يحمل سيرة ذاتية جيدة، يميل في نهجه إلى الدفاع، أم إلى الهجوم، وبقية التفاصيل التي تعرفونها؟

كل ما تقدم من مواصفات لمدربين، سبق أن أحضرهم الأهلي خلال المواسم الأربعة الأخيرة، ولم ينجح أحد ـ لا تقولوا كل المدربين فاشلون ـ، فالنجاح يبدأ من الاعتراف بالأخطاء، ولذلك ما الذي يمنع من تغيير بعض الأسماء في إدارة الفريق والإدارة المساندة له؟

وبالعودة إلى المدرب الذي طال البحث عنه ـ وهذه حالة يتفّرد بها الأهلي ـ، أقترح مرة أخرى على الأهلاويين التعاقد مع مدرب صغير في السن، وكان لاعباً في أحد الفرق الأوروبية المشهورة، فربما تمكن الاثنان ـ الأهلي والمدرب ـ أن يكتشفا لنا مدرباً آخر اسمه "جوارديولا" شبيه بمدرب البارشا، ومنها يكتشف المدرب علة الأهلي.

والأمثلة في الدوري السعودي كثيرة، فمدرب الفيصلي ـ الكرواتي زلاتكو ـ، هو أحد المدربين الشباب الذين يتملكهم الحماس والرغبة في النجاح، وقد صعد باسمه وبفريقه إلى مراكز متقدمة، ويعد من أفضل مدربي فرق دوري زين، إن لم يكن الأفضل بالفعل.

إن عوامل النجاح لا يمكن أن نربطها فقط بمدرب الفريق، وهذا ما يجب أن تتنبه له إدارة الأهلي، فكل ما حول الفريق يؤثر في نجاحه أو إخفاقه، والمواسم الماضية، ولا سيما آخر موسمين لا يمكن أن يرضي مركز الأهلي وصورته وهيبته المفقودة كل غيور على قلعة بطولات أصبحت من الذكريات.

لم يكف الأهلي أنه تأهل لكأس الأبطال من خلال الاستعانة بصديق، ولولا فريقه الأولمبي لكان خارج الثمانية، وصيّف مبكراً، حتى جاءت قناة الجزيرة لتؤكد لنا أن جدار الأهلي بات قصيراً، وأن بإمكان من كان أن يتسلقه، وهذا يشير إلى ضعف صوت الأهلي، وضعف خطابه الإعلامي.

قبل خمسة أعوام ترأس رجل الأعمال المعروف خالد البلطان نادي الشباب، وهو المعروف بميوله للنصر، ومع ذلك نجح في مهمته وأثبت من خلال العمل والإنجازات، أنه ليس هناك ما يمنع أن تكون رئيساً ناجحاً، حتى ولو كنت في ناد غير ناديك المفضل، وهي تجربة تشجع على تكرارها مع رؤساء آخرين، وأندية أخرى، فهل يخوض رئيس نادي نجران المستقيل، مصلح آل مسلّم التجربة في أحد الأندية الكبيرة؟، لأنني أجزم أنه مؤهل لتحقيق نجاح مماثل.

ما كتبه الزميل محمد الدويّش في مقاله الأخير بصحيفة الرياضي، عن أن بعض إعلاميي الأهلي تحولوا إلى هلاليين أكثر من "هلالية" رئيس الهلال، رأي بالغ الخطورة، فهل نرى تعليقاً ممن يهمهم الأمر؟

كلما أسند للزميل المذيع اللامع بإذاعة جدة، سلامة الزيد برنامج إذاعي، تغيرت نظرتي في الإذاعة السعودية، وأحسست أنني وغيري لا يمكن أن يفصلنا عنها شيء، ولو كان بحجم هذا الفضاء، وهذه الإذاعات المتنوعة.

استمعت إلى برنامجه الرائع "البوصلة" وأنا أنتظر برنامجاً تلفزيونياً أحرص على مشاهدته، فأجبرني على ألاّ أمسك بالريموت إلاّ مع تلويحة الوداع، وكم تمنيت أن تكون مدة بث البرنامج أكثر من ساعة، فشكراً من القلب لإذاعة جدة، وشكراً لـ"سلامة" وحضوره الطاغي، وثقافته غير المصطنعة، وكم أتمنى أن أشاهده في برنامج تلفزيوني، ليته يكون برنامجاً رياضياً، فهو رياضي خبير، حتى يرى مقدمو البرامج الرياضية كيف يكون المقدم، وما هي مواصفاته.

هناك أناس تجبرك أعمالهم وفكرهم وثقافتهم الرياضية على أن تصفق لهم طويلاً، ومنهم عضو المجلس التنفيذي بنادي التعاون أحمد أبا الخيل، فأبو عبدالله في نظر التعاونيين هو عبدالله بن مساعد التعاون، ـ فكراً وتخطيطاً ورؤية ـ، "محظوظ يا سكري القصيم".

الزميل منصور البدر .. عضواً في مجلس إدارة النادي الأهلي ومتحدثاً رسمياً .. هل فكروا في ذلك؟ أتمنى ذلك.