ليس لدي أعصاب حتى أتمالكها أوأفلتها أوأفلت منها، وليس لدى أعصابي أعصاب، مثلي مثل كل مشاهد سمع كلام المتحدث باسم الحكومة السورية، على القناة الفضائية السورية.
الثورة الشعبية السورية تعيش في كوكب اسمه الأرض، والقناة الفضائية السورية تعيش في كوكب اسمه بلوتو.
محزنة ثورة الشعب السوري، ليس لأن المتظاهرين ليس معهم مراسل صحفي واحد من أي قناة من أي دولة في العالم، بل هي محزنة لأن بين صفوفها مراسلا واحدا لقناة واحدة، هي قناة سورية، هذا هو المحزن.
الضمير يجبرني على أن أستثني جهود قناة واحدة أظنها سورية واسمها شام، لكنها تعرض مثل الجزيرة والعربية وعشرات القنوات، مايتفضل بتصويره شاهد عيان، يحمل في يده جوالا، ويحمل في قلبه حقدا على قناة سورية.
رأسي ليس مكان رأسي، وأنا أسأل نفسي: ألم يتعلم الإعلام السوري مماحدث للإعلام المصري الذي غشّ الثورة وغشّ الناس، ثم طُرد بعد أن سقط النظام؟.
رأسي ليس من رأسي، وأنا أبحلق بثلاث عيون في قناة سورية الكاذبة، وهي تقول لاقتلى في درعا، بينما درعا لاشيء فيها إلا القتلى.
رأسي ليس في رأسي، وأنا أسمع متحدثا باسم الحكومة السورية، يقول إن بشار يحذرالسوريين من سماع الشائعات، وإن الثائرين الذين قُتلوا، كان سبب مقتلهم الشائعات.
نعم كلام التلفزيون السوري صحيح، فالثائرون الموتى، أصابتهم الشائعات في رؤوسهم وماتوا.
رأسي ليس في رأس أحد.