أغرب عهر سياسي أن تشتكي إسرائيل لبنان وسورية لمجلس الأمن، من تصرف الفلسطينيين الذين تظاهروا على حدود بلدهم ليذكروا المجلس المذكور والعالم بحقهم في أرضهم وبدولتهم وبالعودة إلى أرض الآباء والأجداد.

والأغرب من ذلك أن يصدر البيت الأبيض بيانا يعتبر فيه مقتل 20 فلسطينيا وجرح المئات بنيران الجيش الإسرائيلي دفاعا عن النفس!

ليست المرة الأولى التي تصور إسرائيل نفسها الضحية ويصدقها العالم. فهي قامت على الغش وابتزاز العالم الغربي تحت ما يسمى المحرقة، وما زالت بعض الدول الغربية تدفع ضريبة أدولف هتلر حتى اليوم.

بالتأكيد سيصدر مجلس الأمن قرارا أو بيانا يدين فيه "العدوان اللبناني والسوري" على الشريط الشائك الإسرائيلي في كل من مدينة مجدل شمس في الجولان المحتل، وفي بلدة مارون الراس اللبنانية، كما أن العقوبات ستطال المواطنين العزل الذين تجرؤوا واقتربوا من حدود أرضهم ليستنشقوا رائحة ترابها، وليقولوا للعالم إن حقهم في العودة لا مجال للتفاوض بشأنه، وإن كل السياسات التي اعتمدت في السابق لم تؤمن هذا الحق، ولم تعد لاجئا إلى أرضه، حتى ولو سقط شهيدا على أرضها لم يسم باسمه بل يعطى رقما في مقبرة الأرقام.

أغرب ما في هذا العالم، أن الجزار يظهر بمظهر الحمل، والأغرب من كل هذا كيف أن بعض العالم يصدقه، وهو يعرف حق اليقين أنه مزور للتاريخ كما أنه مزور للجغرافية.