خمس "عوانس" يشغلن شاشات الفضائيات في شهر رمضان، من خلال خمسة أعمال درامية تتناول مشكلة العنوسة وآثارها الاجتماعية. من تلك الأعمال مسلسل "عايزة أتجوز"، الذي يناقش مشكلة العنوسة في إطار كوميدي اجتماعي، من خلال قصة فتاة مصرية من الطبقة المتوسطة في الثلاثين من عمرها، وكل ما يشغلها هو العثور علي زوج مناسب، لتتخلص من الضغوط التي تمارس عليها، ومن نظرة المجتمع لها كعانس.
كذلك تجسد إلهام شاهين في مسلسلها "نعم ما زلت آنسة"، الذي سيعرض في النصف الثاني من رمضان شخصية "أمل"، وهي مُدرسة اقتربت من الأربعين ولم تتزوج بعد، ويتناول المسلسل الأسباب التي تؤدي إلى تأخر سن الزواج لدى الشباب والفتيات.
وفي مسلسل "أغلى من حياتي"، تؤدي حنان مطاوع دور الشقيقة الكبرى غير المتعلمة، التي تضحي من أجل تربية شقيقاتها، إلى أن تشعر أنها وصلت إلى سن كبيرة دون أن ترتبط أو تعيش أية قصة حب.
أما داليا البحيري، فتجسد دور سيدة أعمال كل ما يشغلها جمع المال، وتترك الزواج حتى يكبر سنها، وتجد نفسها وحيدة، من خلال مسلسل "ريش نعام".
وتلعب سلوى خطاب في مسلسل "الحارة"، دور فتاة تسكن في حارة شعبية، تأخر بها السن دون زواج، لأنها في فترة شبابها المبكر كانت مؤمنة بالنضال السياسي، وكانت تهرب من أي قصة حب، إلى أن فاتها قطار الزواج.
فلماذا تكررت هذه المشكلة في أكثر من مسلسل؟ هل هو نوع من التقليد، أم محاولة حقيقية لطرح حلول لهذه المشكلة؟ في البداية قالت الفنانة إلهام شاهين لـ "الوطن" إن تكرار مناقشة قضية العنوسة في مسلسلات رمضان هو مجرد صدفة نابعة من تفاقم المشكلة في المجتمع المصري، ودور الدراما دائما هو مناقشة قضايا المجتمع. وأضافت أن المسلسل يدور حول أزمة العنوسة، وشرح مفهومها الذي تغير عن الماضي، حيث لم تعد العانس هي الفتاة القبيحة، التي تنحدر من أصول فقيرة، ولكن الظاهرة طالت الجميلات، وانتشرت في جميع الطبقات لأن مقاييس الزواج اختلفت، وأصبح من الصعب عثور أية فتاة علي المقاييس التي تتمناها في شريك حياتها.
أما الفنانة هند صيري، فقالت إنها عندما قرأت كتاب غادة عبد العال مؤلفة مسلسل "عايزة أتجوز" أعجبها بشدة, لأنه يتناول العنوسة بشكل غير تقليدي، حيث يناقش أسبابها، ونظرة الأسرة والمجتمع للفتاة التي لم تتزوج. وتفضل هند ألا نطلق على هذه الظاهرة اسم "العنوسة"، ولكن نسميها "تأخر الزواج". وأشارت هند إلى أن هذا الدور لو عرض عليها قبل الزواج لرفضته، حتى لا يظن الجمهور أنها تبحث عن عريس.
وقالت سلوى خطاب إن دورها في "الحارة" يحاول تقديم النصيحة للشباب، وخاصة الفتيات بألا يضيعن أعمارهن في الجري وراء الشعارات الرنانة وينسين أنفسهن، ثم يندمن حيث لا ينفع الندم.
من جهته يرى الباحث الاجتماعي عمار علي حسن أن مناقشة قضية العنوسة بكثافة في مسلسلات رمضان، أمر يعود إلى أن هذه الظاهرة قد استشرت في السنوات الأخيرة بشكل واضح، حيث لا يخلو بيت مصري من عانس أو فتاة في طريقها إلى العنوسة، حتى إن الإحصائيات تشير إلى أن عدد العانسات في مصر قد بلغ 9 ملايين فتاة، لأسباب متعددة، اقتصادية وثقافية واجتماعية.