وأنت على سرير نومك، تستطيع من خلال جهازك المحمول أن تدخل على موقع البنك وتنجز معاملات مالية بأرقام فلكية.. تستطيع أن تسدد فواتير .. تستطيع أن تقوم بتحويل ما تريد.. تستطيع البيع والشراء.. كل هذا وأنت "منبطح" على سرير نومك بـ"الفانيلة والسروال"!

لكنك لكي تنجز معاملة روتينية في مؤسسة حكومية، أو تنقلها من قسم لقسم، أو تستفسر عنها، يتوجب عليك أولا أن تتقدم بإجازة من عملك.. وحينما تحصل على الموافقة تذهب لمكتب حجز الطيران.. ثم تشتري التذكرة ذهابا وعودة.. ثم تستقل الطائرة.. وتهبط في الرياض.. وتستأجر سيارة.. ثم تسكن فندقا.. وتذهب في الصباح الباكر إلى الوزارة.. ثم تدخل على الموظف، في مكتب صغير.. وكأنك دخلت عليه في غرفة نومه.. ينظر إليك بـ"عين قوية"، ونفس "شينة".. ثم يرمي معاملتك عليك بعدما تم إنجازها.. ثم تعود للفندق وتأخذ ملابسك وتذهب للمطار وتقوم بتسليم السيارة التي استأجرتها.. ثم تركب الطائرة وتعود لمدينتك.. هذا في حال لم تتأجل رحلة الخطوط السعودية!

كل هذه اللفة الطويلة، على الرغم من عدم الحاجة الماسة لها، كان بالإمكان اختصارها لو قامت مؤسسات الحكومة بتطوير مواقعها على شبكة الإنترنت.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث.. والمشكلة أن البديل هو السنترال.. وفي حال رد عليك سنترال التربية والتعليم، أو الصحة، مثلاً، لن تصدق، وستظن أنك اتصلت على رقم آخر!

جميع الوزارات تمتلك مواقع.. لكنها مجرد واجهة محنطة.. تشعر وكأن الغبار يكسوها.. تؤكد إحدى الدراسات أن مستوى تقديم الخدمات في هذه المواقع ضعيف بشكل عام، إذ إن 66% من هذه المواقع لم توفر الخدمة للمواطن!

الخلاصة: لو كان المسؤول الأول في الوزارة يتصفح موقع وزارته بشكل يومي لما تردت حالتها، وأصبحت مثيرة للأسى.. ولذلك يتكرر السؤال للمرة العاشرة: ما الذي تمتلكه البنوك وشركات الاتصالات ولا تمتلكه مؤسسات الحكومة؟!