رفضت القائمة العراقية التنازل عن منصب رئاسة الوزراء للائتلاف الوطني وسط بروز خلاف بين مكوناته حول الحفاظ على التحالف مع ائتلاف دولة القانون أو التوجه نحو قائمة إياد علاوي لتشكيل الحكومة شريطة أن يكون رئيس الوزراء المقبل من الائتلاف. وفيما واصل الائتلاف الوطني اتصالاته ومشاوراته مع العراقية لغرض التوصل إلى اتفاق نهائي لحسم الخلاف حول المرشح لمنصب رئيس الوزراء أكد عضو الائتلاف محمد البياتي احتمال التوصل إلى تسوية بخصوص ذلك. وقال لـ"الوطن" إن الائتلاف الوطني والعراقية يبذلان أقصى الجهود في إطار الاحتمال الأخير لتشكيل الحكومة "وسنخرج بمرشح واحد لينافس ما تطرحه القائمة العراقية باعتماد التوافق والتراضي، وسنتحرك نحو التحالف الكردستاني لتوفير العدد الكافي من الأصوات داخل البرلمان".
وفي ضوء ما أعلن بخصوص حصول تقارب بين الطرفين حول تشكيل الحكومة رفض النائب عن العراقية حامد المطلك التنازل عن رئاسة الوزراء لصالح الائتلاف الوطني. وقال "العراقية غير مستعدة للتنازل، وإذا حصل إجماع داخل القائمة على ألا يكون علاوي مرشحا للمنصب فلا يعني ذلك نهاية العراق، وربط مصيره بشخص واحد والعراقية لن تتنازل عن حقها في تشكيل الحكومة". وتعليقا على ما تردد من أنباء بخصوص رغبة الائتلاف الوطني في أن يتولى النائب عن العراقية محمد علاوي منصب رئيس الوزراء، قال المطلك: "هذا رأي الائتلاف الوطني، ولا يعبر عن موقف القائمة العراقية التي طرحت زعيمها إياد علاوي مرشحا لمنصب رئيس الوزراء".
وفي سياق متصل أكد فتاح الشيخ القيادي في قائمة "العراقية" أن الصراع الإيراني الأمريكي على المحاصصة في حكومة عراقية يعيق تشكيلها. وقال إن الحل الوحيد حاليا والمطلوب هو حكومة إنقاذ وطني يقودها عسكري يجمع السلطتين التشريعية والتنفيذية معا، كاشفا عن أن علاوي سيقوم بزيارة مرتقبة لدمشق خلال أيام. وأضاف أن هناك ثلاثة سيناريوهات لتشكيل حكومة عراقية حاليا، أولها أن يفرض مجلس الأمن حكومة عراقية، والسيناريو الثاني هو أن يلجأ مجلس الأمن إلى القرار رقم 1770 الصادر عام 2007 والذي يخول الأمم المتحدة إعادة الانتخابات من جديد، والسيناريو الثالث هو تطبيق القرار رقم 1546 الصادر أيضا من مجلس الأمن عام 2004 بأن يشكل الأمريكيون الحكومة وفق الفصل السابع. وقال الشيخ إن"سوريا لاعب رئيسي في الملف العراقي اليوم وإيران وغيرها يعرفان ذلك لأن هناك دورا سوريا تركيا سعوديا في هذا الاتجاه لذلك فإن سوريا قد تقدم ضمانة لإيران مقابل موافقة الأخيرة على ترؤس علاوي الحكومة المقبلة".
على الصعيد الأمني أعلن مصدر مسؤول في الشرطة العراقية أمس عن سقوط أربع قذائف هاون على مبنيي السفارتين الأمريكية والبريطانية داخل المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد. وقال المصدر إن "ثلاث قذائف هاون سقطت، على مبنى السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء، أعقبها سقوط قذيفة أخرى على مبنى السفارة البريطانية القريبة منها"، مرجحا أن "مصدر إطلاق الصواريخ هو منطقة الشيخ عمر في قاطع الرصافة وسط بغداد".