بدأت في إيران أول من أمس عملية لتزويد مفاعل محطة بوشهر النووية بالوقود النووي بحضور رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ونظيره الروسي سيرجي كرينكو إضافة إلى عدد من الخبراء النوويين الايرانيين والروس. فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن بدء العمل في أول مفاعل نووي إيراني في بوشهر، لا يحمل مخاطر أي استخدام عسكري نووي لهذه المنشأة، مشيرة إلى أنها ذات استخدامات مدنية، وأن عملها يقع تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واعتبر صالحي أن محطة بوشهر هي رمز لصبر وصمود الإيرانيين في الحصول على التقنية النووية.

وقال صالحي في مؤتمر صحفي مشترك مع كرينكو، إن إيران ستواصل عمليات التخصيب بنسبة 20 % لأننا لم نتلق ردا ايجابيا من الدول الغربية بعد أن أكدنا لهم أننا بحاجة إلى الوقود النووي لكنهم وضعوا شروطا تعجيزية أجبرونا على أن نقوم بهذا الأمر بأنفسنا.

وتابع "طبقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي والنظام الداخلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن من حقنا أن نقوم بتخصيب اليورانيوم بأي نسبة. إن هذا الموضع لا يعني أنه من المحتم علينا القيام بهذا الأمر ولكننا نقوم به لأن الظروف فرضت علينا.

وأضاف "أكرر ثانية أننا سنواصل هذا العمل حتى تلبية حاجتنا الداخلية، واتخاذ القرار بهذا الشأن هو في يد المسؤولين الإيرانيين.

وأشار صالحي إلى أن بلاده لها ثقة تامة بموسکو في تأمين الوقود النووي لمحطة بوشهر, مؤکدا عزم ايران على إنتاج القسم الأکبر من الوقود اللازم لمحطاتها النووية داخل البلاد.

وحول تحديد 10 مواقع لبناء محطات نووية جديدة, أوضح صالحي أن الدراسات والأبحاث في هذا الشأن جارية وسنبدأ العمل في العام المقبل ببناء واحدة من هذه المحطات النووية العشر, إلا أن القرار النهائي في هذا المجال لم يتخذ بعد وهو منوط بالرئيس أحمدي نجاد, مؤکدا أن إيران تسير بروية في هذا المجال.

وحول مدى وثوق إيران بروسيا في مجال تأمين الوقود النووي لمحطة بوشهر, أکد صالحي أن هناك شعورا داخل إيران بعدم الاطمئنان والتشكيك بعد أن لمست إيران من ألمانيا وفرنسا عدم الوفاء بالتزاماتهما, ولذا اتجهت ايران صوب إنتاج الوقود النووي بعد البدء بأعمال بناء محطة بوشهر النووية.

وأشار صالحي إلى أن إيران تسعى لإنتاج القسم الأکبر من الوقود النووي الذي تحتاجه داخل البلاد وفي نفس الوقت لديها الثقة التامة بالطرف الآخر في محطة بوشهر وليس لديها أي قلق في هذا الشأن.

من جانبه أكد رئيس شركة روساتوم سرجي كييرنكو أنه تمت رعاية كافة مواصفات الأمان في محطة بوشهر ولا يوجد أي شك في هذا المجال.

واشار إلى أهمية تدشين المحطة. وأضاف "ما زالت هناك بعض الجوانب التقنية لكي نصل إلى مرحلة إنتاج الكهرباء وبعد ذلك سنسلم المحطة.

وقال لقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول تدشين المحطة بشكل مشترك بين المقاول وأرباب العمل بين إيران وروسيا.

وأشار كييرنكو إلى أن مسألة الأمان كانت في أولوية جميع الأمور. وقال انطلاقا من هذه الأولوية فقد جرى اختبار معدات المحطة ثلاث مرات.

وأبرمت إيران وروسيا ثلاث مذكرات تفاهم وذلك على هامش مراسم نقل الوقود النووي إلى محطة بوشهر تنص المذكرة الأولى على الاتفاق بين صاحب العمل والمقاول بشأن إعلان محطة بوشهر بدءا من نقل الوقود إلى مبنى المفاعل والبدء بعملية التدشين.

والمذكرة الثانية تنص على اتخاذ القرار لدراسة تأسيس شركة ثنائية للتعاون بين الجانبين في مجال المفاعلات النووية بما فيها محطة بوشهر. والثالثة تؤكد على ضرورة اتخاذ بعض القرارات التي يجب أن تتم حتى موعد التدشين التام لمحطة بوشهر. ومن المقرر أن تبقى المحطة لسنوات تحت الرقابة المشتركة للتقنيين الروس والإيرانيين، وبررت موسكو هذا الوضع بضرورة تدريب الأخصائيين الإيرانيين.


"بوشهر"أول محطة نووية إيرانية

الموقع: تقع المنشأة في ميناء بوشهر المطل على الخليج ويبعد عن طهران مسافة 1200 كيلومتر جنوبا.

• الجدول الزمني والقدرة: تتوقع إيران بدء إنتاج أول مفاعل في المنشأة، المحمل بـ165 قضيب وقود روسيا، من الكهرباء في نوفمبر. وتعتزم الحكومة الوصول إلى أقصى قدرة للمحطة وهي ألف ميجاوات في مارس المقبل.

• الخطط المستقبلية: من المقرر بناء مفاعلين آخرين في الموقع (كان من المقرر في أول الأمر بناء أربعة مفاعلات).

• المزج بين الشرق والغرب: أول مفاعل يجمع بين التكنولوجيا الشرقية والغربية. وبدأت عملية تشييده في عام 1975، على يد مهندسين ألمان، لكنها توقفت جراء اندلاع الثورة الإيرانية والحرب الإيرانية العراقية.

• ووقعت إيران عقدا بقيمة مليار دولار مع شركة "اتومستروياكسبورت" الروسية في عام 1995 لمواصلة عملية البناء.