شن وزير الثقافة المصري فاروق حسني هجوما حادا على غريمه وزير الإعلام أنس الفقي، وقال في لقاء جمعه بالكتاب والمثقفين المصريين بقلعة صلاح الدين بالقاهرة في إطار الأمسيات الثقافية الرمضانية: أنا ضحية وزارة الإعلام. وأعلن حسني عن توجه وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الإعلام ـ المسؤولة عن البث الفضائي والأقمار الصناعية ـ إلى إنشاء قناة تلفزيونية ثقافية جديدة باسم "إبداع" تكون وزارة الثقافة شريكا لنشر وإذاعة إنجازاتها بعد تجاهل قنوات الإعلام الرسمي لها على حد تعبير حسني الذي عدد إنجازات وزارته كإنشاء أكثر من 100 مكتبة في القرى والنجوع، إضافة إلى قصور الثقافة المنتشرة بالمحافظات، ومشروع المتحف المصري الكبير الذي سيضم 100 ألف قطعة أثرية من بينها 50 ألف قطعة تخضع للدراسات الأكاديمية والعلمية داخل المتحف، ومتحف الحضارة بالفسطاط، والمتحف الإسلامي، ومشروعات ترميم وتطوير القاهرة التاريخية، وترميم أكثر من 180 أثرا إسلاميا، ومشروع القراءة للجميع الذي ترعاه السيدة سوزان مبارك، والذي أدى لطفرة ثقافية واقتصادية حيث تم إنشاء 420 دار نشر جديدة. وقال حسني: إن في مصر مشروعات ثقافية قومية كبرى يشعر بها الجميع، ليست في القاهرة والإسكندرية فقط بل في شتى أنحاء مصر ووصلت إلى العديد من القرى والنجوع. وذلك لغرس العمل الثقافي واكتشاف المواهب الشابة والحفاظ عليها من كل المخاطر التي تحيط بها من انحراف، الأمر الذي سيمنع سرقة أبنائنا من بين أيدينا. وكانت الأزمة المكبوتة بين وزارتي الثقافة والإعلام المصريتين قد تفاقمت نهاية العام الماضي بسبب تجاهل الإعلام إبراز منجزات الثقافة على الرغم من أن وزير الإعلام أنس الفقي بدأ مشواره السياسي موظفا بوزارة الثقافة حيث شغل رئاسة قطاع الهيئة المصرية العامة للثقافة التابع لوزير الثقافة فاروق حسني قبل أن يشغل موقع وزير الإعلام. وعلق حسني على الاتهامات ضده بقوله: إن هناك إنجازات ثقافية كبيرة وكل مراكز الثقافة تعمل طوال الليل والنهار لكن الإعلام يتجاهل هذه الأنشطة ولا يهتم بالترويج لها. وقال حسني: يجب أن نفرق بين الثقافة والعمل الثقافي؛ وإنه قرر إقامة مؤتمر لجهابذة المثقفين حتى يعلنوا عن تصوراتهم ويقدموا اقتراحاتهم للنهوض بالثقافة وإنه مندهش لأنه رغم النشاط والإنجازات التي حققها يشعر بأنه في صحراء قاحلة وخالية من أي ملمح ثقافي، مشيرا إلى أن غياب الحركة النقدية الموضوعية أثر على أشياء كثيرة ومستعد لتقديم إنجازاته في كتاب مصور حتى يقتنع النقاد. وتابع حسني بانفعال شديد: أن العشوائية طالت كل شيء وأفسدت الرؤية السليمة، وأكد أنه يدفع ثمن تجاهل التلفزيون لنشاطه وأنه يفتح له كل الأماكن للتصوير؛ ولكن إذا أراد الإعلان عن نشاطه الثقافي يحاسبه بالدقيقة.