أشارت تقارير أمريكية متعددة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وشك أن يوجه دعوة إلى كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحضور حفل علني في واشنطن يدشن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك خلال الأيام الأولى من الشهر المقبل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أول من أمس إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أجرت اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني لمناقشة استمرار الجهود من أجل بناء مقومات الدولة الفلسطينية. وأوضح أن العقبات التي تعترض بدء المفاوضات لم تحل تماما بعد. وقال كراولي "نحن نعتقد أننا قريبون للغاية من لحظة بدء المفاوضات المباشرة، ولكن هناك تفصيلات لا تزال تبحث. وإذا توصلنا إلى النقطة التي نأمل الوصول اليها فإن اللجنة الرباعية الدولية ستعلن دعمها للعملية، كما سنعلنه نحن وسوف يتم إيضاح التفصيلات عن وجهتنا من موقعنا الحالي".

وأشار كراولي إلى أن إحدى القضايا تتعلق بجدول أعمال الاجتماع الأول وبموعد ومكان انعقاده. وقال إن جهود تذليل العقبات لا تزال تبذل حتى الآن وإن الأمر لا يعتبر منتهيا إلا حين ينتهي بالفعل. وعكست تصريحات كراولي اتجاه الخارجية الأمريكية نحو الحذر في إعلان النجاح قبل إنهاء كل التفصيلات التي تتعلق بموعد وأجندة وأسس المفاوضات المباشرة.

وعلمت "الوطن" من وزارة الخارجية أن الاتجاه الراهن هو إصدار بيانين منفصلين، الأول من الولايات المتحدة والثاني من اللجنة الرباعية الدولية. وسيأتي الأول خاليا مما يسميه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالشروط الفلسطينية، ما عدا تحديد مدى زمني مدته عام واحد للتوصل إلى اتفاق. أما بيان الرباعية فسيتضمن الأسس التي قدمتها اللجنة في بيانها السابق في 19 مارس الماضي أو إشارة إلى تلك الأسس. وسوف يتضمن بيان الولايات المتحدة الإشارة إلى القرارات السابقة التي اتخذها مجلس الأمن وإلى مبادرة السلام العربية وإلى "الأراضي التي احتلت عام 1967" دون إشارة قاطعة إلى أن المفاوضات تتم على أساس الانسحاب إلى حدود 1967. ومن هذه الزاوية فإن بيان واشنطن سيقدم لإرضاء نتنياهو فيما سيقدم بيان اللجنة الرباعية لإرضاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي سياق متصل قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد "إن موضوع مكان انطلاق المفاوضات قد حسم لصالح واشنطن"، منوها أنه في حال لم تضع الحكومة الإسرائيلية عراقيل جديدة فإن المفاوضات ستبدأ على الأرجح مطلع الشهر المقبل بحضور الرئيس أوباما. وأشار إلى أن بيان اللجنة الرباعية يؤكد على بيانات اللجنة الرباعية السابقة وهو ما يتضمن وقف الاستيطان ومرجعية 1967 للحدود، كما يؤكد على قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية ومبادئ مؤتمر مدريد.