اعتدنا سماع مقولة: "العقل السليم في الجسم السليم"، وتعني-المقولة- أنه إذا كان الجسمُ سليماً، فإن العقلَ سيكون بالتالي سليماً؛ وهذا- من وجهة نظري المتواضعة- خطأ علمي؛ لأنه يعني أن لو كان الجسمُ سقيماً، فإن العقلَ سيكون سقيماً أيضاً؛ بينما أرى أن صحة الجسم لا تؤثر على صحة العقل؛ لأننا قد نجد عقلاً سليماً مبدعاً متوقداً متوهجاً في جسمٍ عليلٍ لا يكاد يقوى على الوقوف؛ فالعناية بالجسم سليماً، لا تعني بالضرورة الحصول على عقل سليم داخل هذا الجسم؛ لذلك من الخطأ أن نقول: العقل السليم (يوجد) في الجسم السليم.
لاحظنا في الآونة الأخيرة تزايد مطالبات بعض أفراد المجتمع بتدريس الرياضة في مدارس الإناث مستشهدين بمقولة "العقل السليم في الجسم السليم" فرأيته استشهاداً في غير مكانه؛ مع قناعتي التامة بأهمية ممارسة الرياضة للرجال والنساء على حد سواء؛ فعائشة رضي الله تعالى عنها مارست رياضة الجري مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فسبقته، وحينما سبقها في المرة التالية، قال لها: "هذه بتلك"، فثمة رياضة، وثمة تنافس أيضا.
وبغض النظر عن الإشكال الدائر حول السماح للمرأة بممارسة الرياضة من عدمها، وبغض النظر عن مخاطبة الزميل الفاضل الأستاذ عابد خزندار وزارة التربية والتعليم بقوله: "ولا أعرف هل سمع المسؤولون في وزارة التربية والتعليم بمقولة: "العقل السليم في الجسم السليم، أم لا؟" إلا أنني أرى أن الأكثر دقة هو أن نقول: (الجسم السليم في العقل السليم) وليس العكس، إي أن العقل هو الذي يحافظ على سلامة جسم الإنسان وصحته، كما يحافظ على سلامة أفكاره ومعتقداته؛ أقصد بحسب ما يمليه العقل لا ما يمليه الجسم.. والعقل فَرّقَ اللهُ به بين الإنسان والحيوان؛ إلا أنه في أحايين يكون الإنسان أضل من الحيوان؛ قال تعالى: "أولئك كالأنعام بل هم أضل" وذلك بسبب عدم صحة عقولهم لا أجسامهم.. ويقول تعإلى في موضع آخر: "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم"، بينما عقولهم في ضلال.. لأجل ذلك رأيت أن العقلَ هو الأهم لا الجسم.. والله أعلم.
قلتُ:
تذرف المرأة نصف دموعها من سوء معاملة الرجل، والنصف الآخر لحسن معاملته.