كشف نائب أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل عن جهود كبيرة تقوم بها الجهات المعنية في منطقة القصيم ممثلة في الإمارة والزراعة والأمانة وجمعية منتجي التمور لاستقطاب مصانع تقوم بتصنيع التمور ومحاولة إعادة تسويقها بشكل يصل إلى المستويات العالمية، مشيرا إلى أن هناك مواصفات ومقاييس عالمية في بعض الدول لا بد من تحقيقها لكي تقبل منتجاتنا من التمور في أسواقها.

وكرّر نائب أمير القصيم دعوته لرجال الأعمال من داخل المنطقة وخارجها للاستثمار في هذا المجال، وأن يكون لديهم الطموح والهمة العالية لكي يقيموا مصانع تنتج تموراً بالمواصفات العالمية، كاشفاً عن اهتمام جمعية منتجي التمور بهذا المجال. وذكر أنهم يركزون الآن على عملية التعليب والتنقية من الشوائب، ورحب بكل من يريد الاستثمار في مجال صناعة التمور وتعليبها وتغليفها بشكل حضاري وراق لتنافس منتجات التمور في العالم.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الأمير الدكتور فيصل بن مشعل عقب جولته التفقدية أول من أمس في مهرجان بريدة للتمور المقام في مدينة التمور.

وقال نائب أمير القصيم "إننا لا نستغرب أن نرى منتجات التمور السعودية في الدول الأوروبية، كوننا نملك جودة في المنتج لا مثيل لها، ولكن ينقصنا في المملكة بصفة عامة والقصيم بصفة خاصة تقنية إخراج تسويقي حديث".

وعن استكمال مدينة التمور إنشائياً، أعلن الأمير فيصل بن مشعل أن أمانة المنطقة وعدت بإنهائها خلال سنة وأربعة أشهر وتهيئتها لأن تكون مقصدا للمزارعين والمتسوقين من داخل المنطقة وخارجها.

وعن فرص العمل التي أتاحها المهرجان للشباب، ذكر أن السوق فرصة للشباب لأن يأخذوا مكانهم ويطلبون الرزق الحلال ويستغلون إجازاتهم الصيفية بما ينفعهم.

وحول تقييمه لمهرجان تمور بريدة الحالي, والنظرة المستقبلية التي يجب أن يكون عليها من ناحية المردود الاقتصادي قال الأمير فيصل بن مشعل "إننا نرى تزايد التطور والتوسع في مدينة التمور واقعا, ونلحظ جودة عالية في محصول التمور المنتجة". وأكد أن السوق في بريدة أو محافظات المنطقة يأخذ مساحة كبيرة في جذب الاستقطاب. وقال "نحن فخورون بهذا التميز، ولا يسعنا إلا شكر جميع القطاعات التي قامت بإخراج هذه المهرجانات الناجحة". وأكد أن هذا التطور والتميز يتواصلان عاما بعد عام، تسانده قوة شرائية كبيرة في ظل وجود منتج ذي مستوى عالي الجودة من التمور.

ولفت سموه إلى أن دعم الدولة ممثلة في وزارة الزراعة اللامحدود للنخيل والتشجيع على زراعتها، واهتمام أهالي منطقة القصيم الخاص بالتمور, جعل القصيم منطقة تتميز عن غيرها بأنواع وأصناف من التمور عالية الجودة. وأشاد بدور وسائل الإعلام في إبراز مهرجانات المنطقة.

وأكد نائب أمير المنطقة أن الدولة لها الفضل في إيجاد البنية الأساسية والأرضية الملائمة لإيجاد مثل هذه الأسواق للمزارع, من باب دعم المزارعين وتسويق محاصيلهم، ودعم البرنامج العالمي للأغذية عبر جزء كبير من محصول التمور، ولا يقتصر هذا الدعم فقط على زراعة النخيل، وإنما حتى في شراء المحاصيل الزراعية. وأضاف "من هنا أصبح للتمور مكانة عظيمة لدى المزارع إذ أصبح يجد فيها وضعا اقتصاديا آمناً لترويجها، كما أصبح هناك فن في زراعة النخلة والتحكم في حجم الثمرة، وهناك فن زراعي احترافي لكيفية ترويج وتسويق هذا المنتج بشكل لائق، حتى وصل البيع إلى أوروبا وأمريكا وأستراليا".

وقال إن التمور الفاخرة التي تتميز بها القصيم عن غيرها من المناطق أصبح لها حيّز واسع في مناطق المملكة جعلت اسمها مقترنا بأجود أنواع التمور.

ورداً على سؤال حول الاهتمام بهذه الثروة وإمكانية تحويلها إلى قوى اقتصادية عالمية وما تم عمله بهذا الشأن أجاب بأن عالمية التمور في المملكة ليست جديدة بل هي قديمة في القصيم, ووجدت بعض الاجتهادات الفردية، لكن العالم أصبح ينظر إلى العمل المنظم اقتصاديا وفق أسس وقواعد معينة تضمن ترويجها عالمياً. نرى منتجات التمور السعودية في الدول الأوروبية كوننا نملك جودة في المنتج لا مثيل لها ولكن ينقصنا في المملكة بصفة عامة والقصيم بصفة خاصة تقنية إخراج تسويقي حديث".

ورأى نائب أمير القصيم أن رمضان هو الوقت المناسب لتسويق محصول التمور كون الطلب عليها يكون أكثر، ودعا إلى التحضير لإيجاد مبردات ومخازن للتمور لحفظها للعام القادم، لأنه ربما يدخل رمضان قبل حلول موسم التمور في السنوات المقبلة.

وحول الزراعة العضوية، أكد سموه أن الدولة تدعم هذا التوجه. وذكر أنه أصبح هناك جمعية للزراعة العضوية في وزارة الزراعة, لافتا إلى أنها تجد اهتماما من وزارة الزراعة والجمعيات التعاونية التي تقدم جهودا كبيرة في ذلك، وتركز على الإنتاج. وذكر أن المهم في ذلك أن يكون مقدار المواد الكيميائية أو الإضافات إليها وفق معايير صحية لا تؤثر على صحة المستهلك.

يذكر أن الأمير فيصل بن مشعل كان قد تجول في ساحات البيع التي اكتظت بسيارات المزارعين المحملة بمحصول التمر, والتقى عددا منهم واستفسر منهم مباشرة عن أنواع التمور التي يعرضونها، كما اطلع على عمليات "الحراج" وطرق الدلالين في المزايدات وترسيتها على المشترين. كما شاهد سموه عرضا حيا لطريقة جني التمور من النخيل قام بها أحد المزارعين، واطلع على محتوى ومواد النشرة الإعلامية "حقول" والتي أصدرتها الشؤون الإعلامية للمهرجان. كما تجول في معارض الجهات الحكومية والخاصة المشاركة في المعرض, مستمعا إلى شرح مفصل من المدير التنفيذي للمهرجان. ثم كرم الرعاة الداعمين والإعلاميين والفائزين بمسابقة (السعفة الضوئية) للتصوير الفوتوجرافي. ودشن الأمير فيصل بن مشعل خلال الجولة كتاب معجم النخيل والتمور في الأمثال الشعبية لمؤلفه محمد العبودي.

بعد ذلك.. قام نائب أمير القصيم بجولة في المزرعة القديمة التي أقيمت جنوب مدينة التمور، وسميت بـ "الحائط"، وشاهد ما تضمه من معدات وآلات زراعية قديمة وخيام الضيافة و"الحضار" التي استخدمت في السابق لجني التمور.