بالفم المليان أعلن رئيس نادي الاتحاد إبراهيم علوان أن قوة شخصية البلجيكي ديمتري كانت خلف تعاقد النادي معه لقيادة الفريق الكروي الأول في النادي خلفاً للبرتغالي توني أوليفيرا..

قبيل إقالة أوليفيرا بساعات، وخلال لقاء الفريق الاتحادي أمام بونيودكور الأوزبكي في دوري الأبطال الآسيوي، بدا أن لاعبي الفريق كانوا قد اتخذوا القرار، وأن ساعات فقط تفصل عن الإعلان عن رحيل أوليفيرا، ولذا بدا كل منهم متبرماً منزعجاً للغاية عند استبداله خلال المباراة، مستخدماً لغة الجسد والوجه ليؤكد أن الاحترام المطلوب تجاه المدرب لم يعد موجوداً.

في عالم الاحتراف تبدو تصرفات الاتحاديين غريبة وغير لائقة، فالقرار الفني يجب أن يكون للمدرب، ولهذا الأخير خياراته سواء اتفق معها اللاعبون أم اختلفوا.

وفي عالم الاحتراف يكون للاعب دوره في الميدان، وفي الميدان فقط، ولا يمكن أن يمتد أبعد من ذلك ليوصل رسالة جلية لا تحتاج كبير عناء عن عدم رضاه عن المدرب، وعن استهجانه لتبديله، لأن عدم الرضا والاستهجان وغيرهما من مثل هذه الأمور الناظمة لعلاقة اللاعب والمدرب تناقش خلف أبواب مغلقة، وبحديث فيه كل الصراحة والوضوح لكنه لا يخلو من الاحترام، ولا ينم عن الاستهتار.

وفي معظم الأحيان كانت قوة الشخصية مسألة غاية في الأهمية على المستوى التدريبي، لكنها ليست وحدها الفيصل، وللاتحاد ذاته تجربة هذا الموسم مع البرتغالي مانويل جوزيه المعروف بقوة شخصيته، والذي اصطدم مراراً وتكراراً مع نجوم بعضهم يرى نفسه أكبر من النظام، وأعظم من اللوائح، وحينما لا تأتي وقفة الإدارة داعمة للنظام مؤيدة لتطبيقه بحذافيره على الجميع مهما علا شأنهم، فإن وضع المدرب وحده في فوهة المدفع يقود لمزيد من التمرد، ويؤدي حتماً إما إلى إفشاله، وإما إلى الانشغال في مسائل جانبية تفرض التشويش على الأهم وهو تحقيق البطولات في حالة فريق مثل الاتحاد بكل تاريخه وأمجاده وتخمة النجوم في صفوفه.

وبالتالي فإن الاتكاء على قوة شخصية ديمتري لن يكون حلاً للاتحاد الساعي لإنقاذ الموسم بعد ثلاث بطولات عجز عن القبض على أي من كؤوسها خلال الموسم الجاري، ولا بد أن تعود السيادة مع كلمة المدرب إلى اللوائح، ولا بد أن نقرأ الانضباط في التصرفات وليس فقط في التصريحات التي تتحدث عن الالتزام وعن المنهجية الاحترافية التي تظهر في الاتحاد حيناً وتغيب أحياناً.