نفى مسؤول بوزارة المياه والكهرباء ما يشاع في بعض الأوساط من أن سد بيش سينفجر أو سينهار بسبب كميات المياه في بحيرته.

وقال مدير عام المياه بمنطقة جازان، المهندس حمزة بن عمر قناعي لـ"الوطن": إن السد لا يمثل خطورة، فهو حديث الإنشاء، ومصمم بمواصفات عالمية، وتقنية عالية، حيث تصل السعة الاستيعابية للسد إلى 200 مليون متر مكعب، ولا خطورة في ذلك. أما بخصوص كمية المياه في البحيرة، فأوضح قناعي أنها "في هذه الأيام تبلغ 160 مليون متر مكعب"، كاشفا عن أن وزير المياه قد "أمر بتخفيضها إلى 140 مليون متر مكعب عن طريق تصريف مياه السد عبر فتحات وقنوات التصريف إلى الوادي بمعدل 200 ألف متر مكعب يوميا لتستفيد من هذه المياه المزارع والقرى المحاذية لمجرى الوادي". مؤكدا في الوقت نفسه أن "المياه الموجودة في بحيرة السد تكفي احتياج منطقتي جازان وعسير لمدة 5 سنوات"، فيما طالب أهالي القرى المجاورة للبحيرة بتكثيف عمليات رش المبيدات خوفا من تكاثر البعوض، وانتشار مرض الملاريا.




تعتبر "بيش" من المحافظات الرئيسة بمنطقة "جازان"، وتقع على الخط الدولي القادم من الجمهورية اليمنية، مرورا بـ"جازان"، وصولا إلى مكة المكرمة. ولكون هذه المحافظة تتعرض للأخطار والأضرار، بسبب السيل الجارف، الذي يجري بـ"وادي بيش"، الذي هو مصدر أساسي للمياه، ولحياة الناس والنبات والحيوان، لذا عملت الجهات الحكومية ذات العلاقة، على إنشاء سد، يسهم في إنهاء تلك المخاطر، وحماية "بيش" والقرى التابعة لها، من كوارث فيضانات السيول، والاستفادة من مياهها، حيث تم استلام الموقع من قبل الشركة المنفذة، في عام 1424هـ.

مصدر للتحلية

الفوائد المرجوة من "السد" لم تقتصر على الاستفادة من المياه، ودفع ضرر السيول وحسب، بل هي كما يرى وزير المياه والكهرباء، المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين، تعدت تلك المهام التقليدية، بأن تحول سد "وادي بيش"، إلى "مصدر، وليس مساند فقط لمياه التحلية"، بل يمكن أن "يكون بديلا لها"، حيث إن الوادي دائم الجريان، بكمية تبلغ 200 ألف متر مكعب يوميا، في ظل انخفاض التكلفة. وفي نفس الوقت، يمكن للسد أن يغذي منطقة "جازان"، ومحطة التنقية بـ"مربة" بالجاذبية، وهو الأمر الذي يقوي جانب الاعتماد على السد.

اكتفاء لـ5 سنوات

بدوره، نفى مدير عام المياه بمنطقة جازان، المهندس حمزة بن عمر قناعي، حدوث مشكلة في "السد"، كما يشاع في بعض الأوساط، بأنه "سينفجر، أو سينهار، بسبب كميات المياه في بحيرة السد"، مبينا في حديثه إلى "الوطن" أنه "ليس هنالك خطورة في هذا السد، فهو حديث الإنشاء، ومصمم بمواصفات عالمية، وتقنية عالية، حيث تصل السعة الاستيعابية للسد، إلى 200 مليون متر مكعب، ولا خطورة في ذلك". أما بخصوص كمية المياه في البحيرة، فأوضح قناعي أنها "في هذه الأيام تبلغ 160مليون متر مكعب"، كاشفا عن أن وزير المياه قد "أمر بتخفيضها إلى 140 مليون متر مكعب، عن طريق تصريف مياه السد، عبر فتحات وقنوات التصريف إلى الوادي، بمعدل 200 ألف متر مكعب يوميا، لتستفيد من هذه المياه المزارع والقرى المحاذية لمجرى الوادي"، وقال القناعي "لا نقوم بفتح قنوات التصريف، إلا بوجود مندوب من مركز الفطيحة، وآخر من الدفاع المدني، وتطلق صافرات الإنذار، لإخلاء مجرى الوادي، حتى لا يتعرض من هم موجودون به للخطر"، مبينا أن السد "يقوم بتغذية عسير، عن طريق أنبوب يمر بمحطة التنقية بمربة، وهو يعمل الآن. فيما يغذي أنبوب آخر كلا من مدينة جازان، ومحافظة صامطة. ولم يبدأ العمل في هذا المشروع إلا بعد الانتهاء من محطة التنقية ببيش، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية للمحطة 80 ألف متر مكعب، وقد تصل إلى 150 ألف متر مكعب"مؤكدا في الوقت عينه أن "المياه الموجودة في بحيرة السد، تكفى احتياج منطقتي جازان وعسير لمدة 5 سنوات".

الخطورة انتهت

الحال ما بعد بناء السد، ليس كما هو قبله، حيث أوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان، العميد حمود بن عبد الحميد الحساني، أنه "كانت هناك حوادث فادحة تحدث بسبب السيول الجارفة، التي تصب في مجرى وادي بيش، وتقع وفيات وخسائر في الممتلكات، وتتعطل الحركة في جميع جوانب الحياة. وكان أثناء جريان السيول، قبل إنشاء السد، يقوم أصحاب المزارع بعمل حواجز ترابية، تسمى العقوم، في طريق ومجرى الوادي، لكي تستفيد مزارعهم من ماء السيل، مما ينجم عنه كارثة، وهي فيضانات تدمر القرى، وتشل الحركة". وأشار الحساني إلى أن "خطورة وادي بيش انتهت، بعد إنشاء السد".

مطالب ومخاوف

بالرغم من الإيجابيات الكبيرة للسد، إلا أن لدى المزارعين والأهالي هواجسهم ومطالبهم، والتي يرونها مشروعة. حيث طالب مزارعو وأهالي محافظة "بيش"، والمراكز والقرى التابعة لها، بـ"أن تفتح قنوات السد لري مزارعهم بشكل ليس فيه خطورة على أحد، نظرا لحاجة تلك المزارع لمياه الوادي". فيما طالب أهالي القرى المجاورة للبحيرة، بـ"تكثيف عمليات رش المبيدات، خوفا من تكاثر البعوض، وانتشار مرض الملاريا"، كونهم لا يريدون أن يلحق بهم الأذى، من هذه البحيرة. وفي هذا الصدد، يقول المواطن مصطفى هجام، "نريد أن يسمح للمتنزهين بزيارة هذا السد، والاطلاع على هذا الصرح التنموي العملاق، والطبيعة الخلابة في الوادي، بعد توفر وسائل السلامة لهم، وأن لا تكون هناك خطورة على أرواحهم".

آثارمجاورة

المواطن والمزارع محمد بن إبراهيم الجعفري، يتحدث عن طبيعة المنطقة التي يقع فيها "السد"، قائلا "يعتبر وادي بيش من أكبر الأودية في المنطقة، حيث يبلغ عدد روافد هذا الوادي تسعة وتسعين وادياً، ومن أهمها المرجفة، ويخرف، وقرى، ويقوم هذا الوادي بري المزارع المتواجدة على ضفافه، والتي تقدر مساحتها بـ 6 كلم طولاً، و5 كلم عرضاً، وتحمل مياه الوادي الطمي الذي يزيد من خصوبة الأراضي الزراعية"، مضيفا "توجد على جنبات الوادي العديد من المعالم الأثرية، مثل مقابر الفطيحة الأثرية، وقلعة الأشراف. ويعتبر وادي بيش من الأودية التي تكتسي بالخضرة على مدار السنة". وعن أنواع الأشجار المحيطة بالوادي، يشرح الجعفري موضحا "هنالك شجر العرعر، والدوم، والسدر، والأراك، والبشام، والبردي، إضافة إلى أن هذا الوادي أقام فيه النحالون مناحلهم".

أكبر الأودية

"يعتبر وادي بيش أكبر أودية تهامة"، هذا ما أكده لنا المواطن والمزارع أحمد عبد الله أبو راسين، موضحا أن "مياهه تأتي من جبال السراة. وترفده أودية وشعوب عديدة، من أشهرها ميزاب تهامة الأعظم". وعن تسمية الوادي يقول أبو راسين "ينسب اسم المدينة بيش إلى وادي بيش، وكان يطلق عليها قديما أم الخشب. وبيش تعني الحسن والجمال، وهي مأخوذة من قولهم: بيش الله وجهك، أي حسنه وجمله. وبيش اسم للوادي، ومعروف به منذ العصر الجاهلي"، مبينا أن "الوادي يمر بالعديد من القرى الصغيرة الفقيرة، التي يعتمد أهلها على تربية الماشية، من الأغنام والأبقار، فيما لا يعمل منهم في الزراعة إلا قلة لفقرهم، وجهلهم بالزراعة".


الحصين: السد بديل للتحلية





أبها: نادية الفواز


أكد وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، أن سد بيش أصبح مصدرا ليس مساندا فقط للتحلية، بل يمكن أن يكون بديلا لها، حيث إن الوادي دائم الجريان بكمية تقارب 200 ألف متر مكعب يومياً في ظل انخفاض التكلفة، وفي نفس الوقت يمكن للسد أن يغذي منطقة جازان ومحطة التنقية بمربة بالجاذبية، مما يقوي جانب الاعتماد عليه، إلى جانب أن سدي مربة وعتود كان يعتمد عليهما في سد النقص قبل محطة الشقيق الثانية.

وقال إن سد عتود يحوي 7 ملايين متر مكعب ومربة 4 ملايين متر مكعب، وهذا يدل على صحة التوجه للسدود، خاصة في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، التي تعد من أفضل المصادر.

جاء ذلك في تصريح صحفي عقب جولته التفقدية لمشروعات المياه بتهامة عسير مطلع شهر أغسطس الجاري.