أغرب ما تفكر به إسرائيل هو طمس الذاكرة الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام عن جرائمها. والمراهنة على رحيل الجيل الأول الذي عاصر وعايش النكبة.

لم تأخذ إسرائيل بعين الاعتبار الكثير من الحقائق، فهي تنسى نفسها أنها جسم غريب زُرع قبل 63 سنة في جسد لا يمكن أن يتقبله، أولا. ثم إن مسلسل المجازر التي ارتكبتها منذ اغتصابها فلسطين وتشريد شعبها، قد ذخّر لدى الشعب الفلسطيني أنّى وجد، عداء لا يمكن أن يمحى، ثانيا.

كما أن غطرستها المدعومة من الولايات المتحدة بعد أن تخلت عنها ربيبتها الأولى بريطانيا، في رفض كل الحلول المقترحة لإرساء سلام شامل ودائم وعادل بناء على قرارات الأمم المتحدة تجعلها نشازا في العالم، ثالثا.

والأهم من كل ذلك، صورة ذاك العجوز الذي ما زال ممسكا بمفتاح منزله العتيق يحفظه في خزنته، مع صكوك ملكية الأرض، وقميص ابنه أو أخيه الذي استشهد وهو يقاوم الاحتلال في فتراته المتعاقبة، امتدادا من كفر قاسم وحتى أقرب مواجهة.

لن تمحى من الذاكرة الفلسطينية مشاهد القتل والدمار، كما لن تمحى صور الشهداء الذين اغتيلوا، أمثال ياسر عرفات وقبله الشيخ أحمد ياسين اللذين، تجسدت أحلامهما، كل على طريقته، في فلسطين الدولة الحاضنة لكل أبنائها، دون تفرقة، والمشتتين في أربع جهات الأرض.

فلتكن ذكرى النكبة، دافعا إلى المزيد من الوحدة.