انتشرت ظاهرة ركن السيارات على الرصيف بجدة، خصوصا في الشوارع الضيقة ووقت الزحام، فيما يحمل البعض إدارة المرور المسؤولية لعدم تطبيقها لعقوبة تردع المخالفين، فيما يرى آخرون أن المسؤولية تقع على عاتق أمانة جدة نظرا لانخفاض مستوى بعض الأرصفة مما سهل التعدي عليه من قبل السيارات الصغيرة قبل الكبيرة.
"المخالفات المرورية"
من جهته أكد مدير إدارة مرور جدة بالنيابة العقيد حامد محمد الرقيب لـ"الوطن" أن نظام المرور اعتمد الأرصفة كحق من حقوق المشاة ولا يمكن التعدي على هذا الحق، داعيا المواطنين والمقيمين إلى احترام حقوق المشاة وعدم التعدي على الأرصفة، والتواصل مع إدارة المرور بالاتصال على الرقم 993 في حال مشاهدة أي مخالفة مرورية والإبلاغ عنها مباشرة.
وأوضح الرقيب أن التعدي على الرصيف بجميع حالاته مخالفة يعاقب عليها نظام المرور وحدّها الأدنى 100 ريال والأعلى 300 ريال، مشيرا إلى أن بعض السائقين يستخدمون الرصيف كموقف لعدم وجود مواقف أخرى ولكن ذلك ليس سببا يسمح لهم بالتعدي على حق المشاة، كما أن أكثر مكان تنتشر فيه هذه المخالفة هو حول المدارس والمستشفيات ومنطقة البلد المركزية، مبينا أن نظام ساهر لا يرصد هذه المخالفة في الفترة الحالية له والتي من الممكن أن تضاف لخدماته في المراحل المتقدمة، حيث إن النظام يشمل في المرحلة الأولى السرعة يليها قطع الإشارة ثم التعدي على خطوط المشاة. وأشار الرقيب إلى أنه وحتى في حالة انخفاض الرصيف إلى أقل من مستوى الشارع فلا يجوز أن يعتدى عليه، ويجب أن تكون هناك ثقافة لاحترام الرصيف بحيث يبدأ الوالدان في المنزل بتشريب ذلك لأبنائهما منذ الصغر حتى يكبروا ولديهم قناعة بعدم التعدي على الأرصفة، إضافة إلى دور المدرسة في ذلك.
" إنذارات الأمانة "
من جهته أكد مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة أحمد الغامدي، أن الأنظمة الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية تحرّم الاعتداء على الأرصفة، مشيرا إلى أنها ألزمت أمانات المناطق والبلديات في جميع أنحاء المملكة بتطبيق النظام على المعتدين على الأرصفة.
وقال الغامدي : "نحن في أمانة جدة نقوم بتطبيق النظام على المعتدين على الأرصفة وذلك بتطبيق غرامات مالية وإنذارات على جميع المحلات والمطاعم وغيرها من الأنشطة من استخدام الرصيف لعرض المنتجات والبضائع.
وأوضح الغامدي أن الأمانة قامت خلال الفترة الماضية بتغريم أصحاب مكاتب سيارات الأجرة بسبب قيامهم بإيقاف السيارات على الأرصفة، وإلزامهم بكتابة التعهدات بعدم وضع السيارات على الأرصفة، مما يتسبب بتكسير الأرصفة وإعاقة المشاة من المرور على تلك الأرصفة.
وأكد الغامدي أن الأمانة قامت بوضع مصدرات أسمنتية بأشكال جمالية مميزة على بعض المواقع السياحية على الكورنيش لمنع السيارات من الوقوف على أرصفة الكورنيش وجعلها فقط للمتنزهين وكذلك للحدائق المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة حيث تمت تعلية أرصفة الحدائق ووضع مصدرات أسمنتية لمنع وقوف السيارات داخل الحدائق وعلى الأرصفة.
ودعا الغامدي الجميع للتعاون مع الأمانة في المحافظة على تلك الأرصفة وعدم الوقوف عليها واحترامها، لأنها حق مشاع للجميع. ودعا للاستمتاع بهذه المنجزات والمحافظة عليها من العبث.
"الرصيف محليا وعالميا"
ويرى الشاب حسين أبو حجر مسؤول العلاقات العامة بأحد الأندية الصحية، أن التعدي على الرصيف ينقسم من وجهة نظره إلى نوعين، الأول استخدام الرصيف كموقف أو لعرض السيارات للبيع والثاني المرور على الرصيف واعتباره مطبا صناعيا، مشيرا إلى أنه خلال تجوله في أرجاء المحافظة يوميا يرى هذه المخالفات باستمرار.
وأضاف أبو حجر "التعدي على الرصيف ظاهرة اجتماعية غير مقبولة، ويجب أن يبادر كل شخص بتغيير نفسه بالأول"، مشيرا إلى أنه سابقا كان أحد الأشخاص الذين لا يولون الرصيف أي اهتمام ، مطالبا المواطنين والمقيمين بالتعامل مع الأرصفة ومع الأنظمة المرورية كما يتعاملون معها عندما يسافرون للسياحة بالخارج والذين سرعان ما يعودون للمخالفات لدى رجوعهم إلى جدة، متسائلا هل يختلف الرصيف المحلي عن الموجود خارج المملكة أم أن الأنظمة والقوانين في الخارج تردع أكثر من المطبقة لدينا؟
العقوبة الرادعة
من جهته حمّل المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتور حسين الشريف، الإعلام بالمقام الأول المسؤولية في دوره بتوعية المجتمع لحفظ حقوق المشاة وفي المقام الثاني إدارة المرور، ثم أفراد المجتمع أنفسهم بحفظ حقوق بعضهم البعض.
وأكد الشريف أنه يرى أن المخالفة المفروضة من إدارة المـرور على المتعـدي على الرصـيف رادعة ولكن في حال أنها طبقت، مشيرا إلى أنه لو رأى المخالفون أن هناك ردعا من إدارة المرور لتوقفوا عن استهتارهم في التعامل مع الرصيف وحافظوا على حقوق المشاة بعد فترة وجيزة من تطبيق المخالفة بحق المخالفين بطريقة رادعة. ودعا الشريف الجميع إلى زيادة جرعة التوعية بحقـوق الرصيف وأنه حق من حقوق المشاة خاصة ذوي الاحتـياجـات الخاصة والذين هم أولى بالاهتـمام .