نتذكر جميعا تصريحات وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحَّاف وكلمة "العُلوج" تلك الكلمة التي استخدمها الوزير في كل ظهور إعلامي له، هذه الكلمة في تصريحاته النارية جعلتنا نعيش واقعا آخر، غير ذلك الذي نشاهد فيه الدبابات الحربية تجول شوارع بغداد، جعلنا الصحاف نعيش لحظات انتظار إطلالته ليمتعنا بأن هؤلاء "العلوج" لن يدخلوا العراق، عشنا بالفعل برهة من الزمن نصدق تلك التصريحات، حتى رغم السيطرة للقوات الأمريكية على مطار بغداد لايزال يظهر الصحاف ليثبت للجميع أن "العلوج" لم يدخلوا بغداد ويستدرك أنه لو حصل فسيحاصرون وسيقتلون.
رغم كل التطورات والأحداث إلا أن الصحاف الوحيد الذي كسب جولة الحرب بتصريحاته وأسلوب تعامله مع الحدث ومهارة الإقناع التي انتهجها، أخذ الصحاف منعطفا آخر خلال الحرب أعاد المشاهدين إلى أرفف المكتبات ومواقع النت للبحث عن معنى لكلمة "العلوج"، انتهت الحرب وبقي من ذكراها "العلوج".
من ذلك الوزير، إلى العقيد معمر القذافي وعبارته الشهيرة "شبر شبر، بيت بيت، دار دار، زنقة زنقة"، يفهم المشاهد كل الألفاظ ومدلولاتها إلا أن "زنقة زنقة" أعادت البعض إلى أرفف المكتبات ومحرك البحث "جوجل" للخروج من "الزنقة اللغوية" والخروج بمعنى واضح ومفهوم لهذه اللفظة التي باتت مادة إعلانية تسويقية لبعض الشركات.
وبالمقارنة بين الكلمتين "العلوج" و"زنقة" نجد الأولى كشفت نهاية السيناريو الحربي في العراق، بينما "الثانية" تجعل الأمور تسير إلى المجهول لتبقى "الزنقة" بالفعل قائمة بين العقيد القذافي وحلف الأطلسي حسب فهمنا الشعبي لهذه اللفظة، فيما تبقى الحرب قائمة والتنبؤ بمآلاتها في حكم المجهول حسب ما تعنيه "زنقة" في قاموس العقيد القذافي.