في برنامج "ع اللاين" الذي يعرض مباشرة من قناة لاين سبورت مساء كل اثنين، ويقدمه الزميل الإعلامي اللامع سلمان المطيويع، ناقش البرنامح في محوره الأول لحلقة هذا الأسبوع، حالة الاعتداء التي تعرض لها نائب رئيس تحرير صحيفة الرياضي الزميل محمد البكيري أمام مبنى الصحيفة مساء السبت الماضي من شاب كشفته كاميرات المراقبة.
أعجبتني فكرة طرحها الزميل سعود عبدالعزيز الصرامي بإنشاء هيئة للصحافيين الرياضيين، بعد أن وصف هيئة الصحافيين بأنها ولدت ميتة، في إشارة إلى أنها لم تحرك ساكناً في هذه القضية التي تدخل في صميم عملها ومسؤولياتها، وهي ترى وتتابع حالة الاعتداء التي تعرض لها أحد منسوبي الصحافة المحلية.
لكن على ما يبدو أن هذه الهيئة ـ يا سعود ـ ليس لها علاقة بالإعلام الرياضي، وكأن الإعلام الرياضي ومن يعملون به ليسوا تابعين لهذه الهيئة التي لا يوجد في هيكلتها التنظيمية اسم لصحافي رياضي واحد، في الوقت الذي قد يتجاوز عدد الصحافيين الرياضيين نصف المنتسبين للصحافة بجميع تخصصاتها، ومع ذلك فهم في نظر الهيئة الموقرة غير مهمين، وأن ما يحدث لهم ليس من اختصاص هيئتهم.
وأسأل هنا: هل تتعامل هيئة الصحافيين السعوديين ـ وأضغط هنا على السعوديين ـ، بمعنى أنها لكل الصحافيين دون تمييز أو تحديد، أقول: هل تتعامل بشيء من الفوقية مع ما يتعلق بالصحافيين الرياضيين؟ ولماذا تتجاهل هذه الهيئة، الاعتداءات التي تحدث للزملاء، ولماذا لا تتدخل في قضايا قرارات الإقالات التعسفية التي تمارسها بعض المؤسسات الصحافية بحق بعض الزملاء؟
دعونا نفترض أن زميلاً من أعضاء هذه الهيئة تعرض لما تعرض له الزميل البكيري، وزميلاً آخر من أعضاء الهيئة وجد على مكتبه خطاباً يفيد بعدم الرغبة في استمراره، وأن عليه البحث عن عمل خارج هذه المؤسسة الصحافية، ترى ما هو الإجراء والتصرف الذي ستتخذه الهيئة؟ وهل سيتم تجاهل هذين الأمرين بالغي الأهمية؟
بكل تأكيد، فإن الهيئة لن تسكت على ذلك، وستستخدم كل الطرق والوسائل لإعادة الحق لهذين الزميلين، وربما حركت علاقاتها إلى أعلى مستوى في الدولة، وكل ذلك لأن هذا الزميل عضو رسمي في الهيئة، وأهم من ذلك أنه ليس صحافياً رياضياً، وهذه عقدة كبيرة حتى عند بعض رؤساء تحرير الصحف المحلية الذين ينظرون للصحافة الرياضية نظرة دونية، على الرغم من أن الصحافة الرياضية وباعترافهم هم شخصياً تعد أكبر وأهم مسوّق للصحيفة.
إن مثل هذا التجاهل غير المبرر من هيئة الصحافيين يؤكد الحقيقة السابقة، من أن الصحافة الرياضية لم تكن في يوم من الأيام محور اهتمام الهيئة، التي لم تكلف نفسها منذ إنشائها عناء السؤال عن صحافي كان بالأمس رئيساً للتحرير ثم غادر مكانه قبل أن يكمل عامه الأول، ولم تبد أي اهتمام بوضع زميل آخر خرج من الصحيفة مطروداً، وكل جريمته أنه ليس من أصحاب رئيس التحرير الحالي.
كل هذه القضايا المؤلمة والاعتداءات المتكررة على الصحافيين الرياضيين تدعونا إلى مطالبة معالي وزير الثقافة والإعلام ـ صديق الإعلاميين ـ الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، بإنشاء هيئة للصحافيين الرياضيين تهتم بشؤونهم، وتحفظ لهم كرامتهم.
وأختم بتوجيه نصيحة لزملاء الحرف، وأقول للجميع وأنا منهم، إن الكلمة أمانة، وينبغي أن نكون موضوعيين في كل ما نكتب ونقول، وليس عيباً أن تكون صاحب ميول، لكن العيب كل العيب أن تحول هذه الميول إلى هجوم على أطراف أخرى لا توافقك في ميولك، أو أن تغيّب الحقيقة، لأنها لا تتماشى مع مصالحك. وعلينا أن نحترم عقول الآخرين وثقافاتهم.