حينما تتجه إلى "سوبر ماركت" لشراء غرض ما، وأنت في عجلة من أمرك، فإنك غالبا ستأخذ هذا الغرض وتغادر سريعا للحاق بموعدك أو عملك.
لكن جرب أن تذهب لذات الـ"سوبر ماركت" لشراء ذات الغرض وأنت في سعة من وقتك، وليس لديك أي ارتباطات.. ستجد أنك خرجت بعربة مليئة بالحاجات التي لم تكن ضمن القائمة حينما دخلت المكان!
يقول المدرب فهد الفهيد وهو مستشار تسويق وإعلام، إن مشكلة الثقافة الاستهلاكية الخاطئة ناتجة عن الفراغ.. حيث يشكل هذا السبب ما نسبته 90% من تنامي ظاهرة الاستهلاك في بلادنا.
وهذا أمر صحيح، فالناس يرتادون المجمعات التجارية لأنهم لا يعرفون كيف وأين يقضون أوقات فراغهم.
مشكلة الاستهلاك الخاطئ في بلادنا أنه ضارب الجذور.. بل إن هذه الجذور مستمرة في الاستطالة، دون أن تخضع لأية اعتبارات أخرى.. سواء أكانت أزمات اقتصادية عامة أو خاصة!
المشكلة الأكبر أن عاداتنا هي الأخرى ساهمت في استفحال الظاهرة!
استهلاكنا مرتفع في المياه والكهرباء والغذاء والدواء والملبوسات.. بل حتى المرأة أصبحت لاعبا رئيسيا خطيرا في المقدمة.. حيث تقول دراسة حديثة إن المرأة السعودية تدفع سنويا 7 مليارات ريال على التجميل!
ومن هنا تنامت معدلات القروض بشكل كبير.. وتلاشت سياسة الادخار.. نجد المتقاعد يخرج من وظيفته بعد سنين طويلة، دون أي رصيد مالي يذكر..!
لا نريد الناس أن يتحولوا إلى بخلاء.. البخل مذموم.. نحن نريدهم أن ينتهجوا سياسات اقتصادية خاصة بهم تعتمد على ترشيد الاستهلاك والنظر نحو المستقبل.. نريدهم أن يستوعبوا الظروف الاقتصادية التي مر بها العالم.