لا بد أن يوجه قادة السلطة الفلسطينية الشكر إلى باريس وحكومتها التي تبرعت بعشرة ملايين يورو للسلطة، ردا على الإجراء الإسرائيلي الحاقد بتجميد أموال الضرائب المستحقة للسلطة على الكيان المحتل، بعد أن طلب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض النجدة، لعدم قدرة السلطة على دفع رواتب الموظفين.

ولكن هل تكفي هذه العشرة ملايين يورو لبناء الدولة الفلسطينية وبناها التحتية والفوقية حسبما يطمح إليه الفلسطينيون. وهل ستعيش الدولة الموعودة على فتات موائد المانحين؟

الجواب بالتأكيد لا.لأن المثل الصيني يقول إن تعطيني سمكة تطعمني ليوم، وإن علمتني الصيد تطعمني كل يوم.

المقصود أن الحكومات الأوروبية والدول المانحة للفلسطينيين منذ نكبتها وقيام دولة الاحتلال قبل 63 سنة دأبت على إشباع الشعب الفلسطيني يوما بيوم من دون أن تفسح له المجال ببناء دولته التي يقرها كل حر في العالم.

وإذ بادرت باريس إلى دفع هذه المنحة، وهي مشكورة على ذلك، إلا أنه كان الأجدر بأهل البيت من الأشقاء العرب أن يفوا بتعهداتهم التي قطعوها على أنفسهم في قممهم العربية والاجتماعات الخاصة ، ودفع ما يستحق عليهم للشعب الفلسطيني، وهي مبالغ لو تم الوفاء بها لجنبت الفلسطينيين كثيرا من المطبات السياسية التي وقعوا فيها.

كما أن على قيادة السلطة والأجهزة المحيطة بها أن تتحسب لمثل هذه المرحلة وأن تبقي قرشها الأبيض لليوم الأسود، عن طريق شد الحزام وضبط الإنفاق ومكافحة الفساد والفاسدين.