دعت مصر أمس الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تفادي التصريحات الإعلامية التي يمكن أن تؤثر سلباً في الجهد المبذول لإخراج عملية التسوية من تعثرها الراهن.
وعلق الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي على تصريحات إسرائيلية وفلسطينية تناقلتها وسائل الإعلام أمس بقوله "مصر لا تريد أن تتسبب التصريحات الإعلامية من أي من الجانبين في إخراج الجهد المبذول من أطراف عديدة عن مساره أو تقليص فرص نجاحه".
وأكد زكي، في تصريحات خاصة إلى "الوطن"، أن الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي معروفان سلفاً، وأن التصريحات الإعلامية الحادة المتكررة تضع قيوداً على الأطراف التي تسعى إلى حلحلة الوضع الراهن ودفع عملية التسوية إلى الأمام.
وأثنى زكي على المقترح الخاص باللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، قائلاً "مصر ترى في هذا المقترح مخرجا جيدا وملائما من الطريق المسدودة التي وصلنا إليها".
وعما إذا كانت القاهرة قد طلبت إطلاق المفاوضات من مصر، كما تردد في بعض وسائل الإعلام الأجنبية، قال زكي "ستحتاج المفاوضات المباشرة في حال إطلاقها إلى موقع ما لتنطلق منه، سواء في الولايات المتحدة أو هنا في المنطقة، والحديث عن هذا الموقع تحديدا سابق لأوانه".
وكانت إسرائيل رفضت أمس مسبقا أي شرط يمكن أن تضعه اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين وخصوصا ما يتعلق بتجميد للاستيطان في الضفة الغربية.
وقال مسؤول إسرائيلي طالبا عدم كشف هويته إن "إسرائيل مستعدة لمفاوضات مباشرة فورية لكن بدون أي شرط مسبق".
وجاء هذا التصريح قبل صدور بيان للجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستئناف المفاوضات المباشرة المجمدة منذ عام ونصف العام.
ودان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات موقف الحكومة الإسرائيلية.
وقال إن "إعلان الحكومة الإسرائيلية رفضها بيان الرباعية الدولية قبل صدوره إمعان برفض عملية سلام جادة ويدل بوضوح أن هذه الحكومة لديها برنامج آخر غير برنامج السلام والاستقرار في المنطقة".
وذكرت وسائل الإعلام إن بيان الرباعية سيدعو إسرائيل لأن تمدد عشرة أشهر مهلة تجميد الاستيطان الجزئي في الضفة الغربية والتي تنتهي في 26 سبتمبر مع تحديد مهلة تتراوح بين عام وعامين للتوصل إلى اتفاق حول إقامة دولة فلسطينية بعد انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967.
وأكد وزراء نقلت وسائل الإعلام تصريحاتهم أن "إعلان الرباعية محاولة لإقناع الفلسطينيين باستئناف المفاوضات دون أن يفقدوا ماء الوجه، لكنه لا يلزم إسرائيل".
ورفض نتنياهو مرات عدة أي تمديد لتجميد جزئي للاستيطان في الضفة الغربية وأكد أن بناء مساكن في المستوطنات التي يعيش فيها حوالي 300 ألف إسرائيلي سيستأنف في نهاية سبتمبر.كما يعارض نتنياهو انسحابا كاملا من الضفة الغربية وخصوصا من وادي الأردن، وكذلك تفكيك كتل استيطانية كبرى يعيش فيها معظم المستوطنين أو أي تنازلات بشأن القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل. ويرى نتنياهو أيضا أنه لا يمكن تحديد مهلة زمنية مسبقا لنهاية هذه المفاوضات.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن إسرائيل لن تقبل الدعوة التي ستوجهها الرباعية لاستئناف المفاوضات المباشرة وستنتظر دعوة تصبغها الولايات المتحدة وحدها بعبارات أكثر توازنا.