كشفت مصادر إسرائيلية عن مخطط لإقامة أنفاق أرضية تربط بين حارة الشرف المصادرة في البلدة القديمة بالقدس، والتي يسميها الاحتلال بحارة اليهود، وبين ساحة البراق والمسجد الأقصى، مشيرة إلى أن المشروع ينتظر الموافقة النهائية من دوائر التخطيط الإسرائيلية وكذلك الانتهاء من عمليات الحفريات "الأثرية" التي تجريها " سلطة الآثار الإسرائيلية ".

وكانت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " كشفت قبل نحو عام ونصف عن هذا المشروع التهويدي وقالت " نرى في هذا المخطط خطراً مباشراً على المسجد الأقصى المبارك، يسعى الاحتلال من خلاله إلى تكثيف التواجد الاستيطاني والتهويدي في ساحة البراق، بالقرب من المسجد الأقصى، وكذلك جعل ساحة البراق مركزاً رئيسياً لانطلاق أي اقتحام أو اعتداء قادم على المسجد الأقصى المبارك ". وأضافت "هذا المشروع التهويدي يأتي ضمن مخطط الاحتلال لتقسيم المسجد الأقصى المبارك، وضمن محاولة لترهيب الناس وتخويفهم من التواصل مع المسجد الأقصى المبارك ".

على صعيد آخر، كشف المحامي أحمد الرويضي، رئيس وحدة القدس في الرئاسة، النقاب عن نية السلطات الإسرائيلية هدم 30 منزلا في حي كفر عقب ما بين القدس المحتلة ورام الله كمرحلة أولى في إطار هدم منازل أخرى في ذات الحي، وذلك تمهيدا لتوسيع المستوطنات القائمة في المنطقة وربطها ببعضها البعض. وقال الرويضي "إن قرار هدم المنازل المذكورة والواقعة في منطقة (ج) جاء بقرار من مجلس التنظيم الأعلى – اللجنة الفرعية للتفتيش في الإدارة المدينة في بيت ايل وذلك بهدف استعمال أراضي المواطنين الفلسطينيين في المنطقة المذكورة لربط المستوطنات، وبالتالي عزل القدس كليا عن محيطها في الضفة الغربية بالرغم من محاصرة المدينة بجدار الفصل العنصري". وأكد الرويضي على "أن قرار هدم المنازل المذكورة هو قرار سياسي، وأن إسرائيل ماضية بسياسة هدم منازل المواطنين في القدس ومحيطها، وخطر هدم المنازل في هذه المنطقة لا يقل خطورة عن هدم المنازل في أحياء القدس المختلفة، وهذا يتطلب إدراك خطورة المشروع الإسرائيلي الهادف للاستيلاء من جانب على قلب المدينة بهدم منازل المواطنين القريبة من البلدة القديمة، كما هو الوضع في حي البستان لاحطاتها (البلدة القديمة) بمجموعة من الحدائق التوراتية وبالتالي محو الطابع الإسلامي المسيحي للمنطقة، وفي نفس الوقت تهدم في محيط القدس وتحديدا في أحياء ما بين رام الله والقدس لعزل القدس كليا عن محيطها بمنطقة عازلة من المستوطنات تمنع التواصل ما بين القدس والمدن والقرى الفلسطينية المحيطة.

ودان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قرار الحكومة الإسرائيلية نشر بيوت جاهزة في ثماني مستوطنات بالضفة الغربية. وقال " إننا ندين بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية بمواصلة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ". واعتبر عريقات أنه "في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية وخاصة أمريكية لانطلاق المفاوضات، وفي الوقت الذي تتم تهيئة الظروف لهذ المفاوضات، تضع الحكومة الإسرائيلية المزيد من العراقيل من خلال البناء الاستيطاني في ثماني مستوطنات في الضفة الغربية".