قال أحد المقربين من رئيس الحكومة سعد الحريري إن الأخير لم يفاجئ العارفين بإستراتيجيته حيال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حين قال أول من أمس إنه " يختار متى يتكلم وليس لأحد أن يحدد التوقيت الذي يريد أن يتكلم فيه." وأضاف المقرب من الحريري إنه بالعودة إلى أرشيف مواقف الحريري من المحكمة وما صدر عنها وما أعلن بخصوص التحقيق الدولي يدل على أنه ليس بوارد التدخل في مسار التحقيق ولا آليات عمل المحكمة تاركا كل ذلك إلى النهاية لكي يبني على الشيء مقتضاه.

ولفت المصدر إلى أنه يجب التمعن بدقة في ما أعلنه الحريري أول من أمس إذ إن في الكلام الذي أطلقه مؤشرات على أنه ليس بإمكان أحد، لا داخل 14 آذار ولا داخل المعارضة، أن يجره ،"وهو ابن رفيق الحريري المؤتمن على دمه، إلى مواقف أو ردود فعل من شأنها الإضرار بمصلحة لبنان أولا وبسير عمل المحكمة الدولية ثانيا".

وفي أول رد فعل على موقف الحريري أعلن نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي "أننا كنا نعلم أن رئيس الحكومة سعد الحريري لن يرد خلال كلمته أمس على التطورات المتعلقة بالمحكمة الدولية"، مشيرا إلى "أننا لا ننتظر ردود فعل معينة من أي شخص". ولفت قماطي، وفي حديث إذاعي أمس، إلى أن بعض الأصوات حاولت أن تدافع عن العدو وتسخف بالقرائن التي قدمها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ،لكن ما إن طلبها المدعي العام الدولي دانيال بلمار حتى خفتت هذه الأصوات.

في هذا السياق يقول بعض المطلعين على حركة الاتصالات الداخلية وخصوصا بين حزب الله والرئيس الحريري إن البحث يتركز حاليا على بلورة صيغة تجمع الحريري بنصرالله لبحث ما أعلنه الأخير من قرائن أولا ، وثانيا للتداول بمجمل التطورات الأساسية في لبنان. ويقول المصدر إن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يلعب دورا محوريا في هذه الاتصالات وهو ربما يكون قد التقى الحريري أمس ومن ثم سيقوم بزيارة إلى نصرالله من أجل إيجاد شبكة أمان داخلية تقي لبنان مخاطر ما بات يوصف بـ " لعبة الأمم".

من جهته أكّد المستشار السياسي لرئيس مجلس الوزراء محمد شطح أنَّ "لا قطيعة بين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله"، مضيفاً "لا بل هناك دائماً نوع من التواصل بينهما ويمكن أن يلتقيا ولكن لا نعرف أين ومتى وكيف؟" ولفت إلى أنَّ "واجب أي طرف يملك معطيات كافية وقرائن مباشرة أن يتوجه بها إلى العنوان الصحيح"، معتبراً أنَّ "ما عرضه نصرالله من قرائن في الأسبوع الماضي يجب أن يصل للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان لتدرسه بجدية كبيرة"، مشدّدًا في الوقت عينه على أنَّ "التحقيق سري والقرار الظني أيضًا قبل إعلانه وبالتالي لا يمكن أن نعرف ما هو فحواه منذ الآن، أمَّا المحكمة فهي علنية وهذا الأمر الذي يمنح تكافؤًا في الفرص لكل الأطراف".


مواقف

•شطح:لا قطيعة بين الحريري ونصرالله

• قماطي: بعض الأصوات حاولت أن تدافع عن العدو وتسخف القرائن التي قدمها الأمين العام لحزب الله.