ثقافة غريبة وعجيبة جداً لم أجد لها مثيلاً في أي صحافة تابعتها منذ التحقت بالصحافة الرياضية السعودية, وهي ثقافة متأصلة في أعمدة كتابنا تتمثل في الإغداق المبالغ فيه بالمديح وأحياناً السمج ومرات لا أساس له على الإطلاق, وينطبق هذا القول على ركوب بعض موجة التمجيد على غير هدى لمدرب ريال مدريد الإسباني، البرتغالي جوزيه مورينهو, لدرجة وأنت تقرأ بعض الأطروحات لم يبق سوى أن يقول إن التدريب لم يكن يعرف قبل هذا الرجل (البغيض)، مع العلم أنه لم يستطع (ولن يستطيع) وضع لزمة فنية في كرة القدم العالمية لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
فإن كان المقياس تحقيق بطولة فهذا لا يكفي أن نطلق عبارات مبالغا فيها حد أن تصل للقول ماذا بقي لمن هم أساس الفكر التدريبي العالمي على وزن زاجالو وهيدالجو وبيرزوت وفيرجسون وفينجر وكابيللو وأريجو ساكي وليبي، وغيرهم ممن هم أركان ومرجعية اللعبة سواء الأحياء منهم الآن أو من رحل.
وإن كان المقياس الـ(show) الإعلامي فإنه هو الآخر ليس دليل تمكن أو نجاعة، فما يجده مجرمو العصر في وقتنا الحاضر لا يجده علماء أو مبتكرون أو حتى رؤساء دول وزعماء أمم, فهل يعني ذلك دلالة تميز.. لا وألف لا؟!
الزملاء الذين ركبوا موجة التمجيد وتوزيع الألقاب غير الحقيقية لهذا الرجل أنا على يقين أنهم لا يعلمون سطراً واحداً عن سجله الخاص (الخبيث) كأداة, فهم لا يعلمون أنه عضو داعم معنوياً ومادياً لجمعية الرئيس الصهيوني الأسبق شمعون بيريز الذي يظهر وجهاً إنسانياً بينما واقع الحال هو غير ذلك, كما أن مورينهو معروف بصلاته مع أركان يهودية نافذة بإسرائيل وإنجلترا, وهناك صور أثناء وجوده بقرب حائط المبكى في القدس, وحضوره حصة تدريبية للمنتخب الإسرائيلي إبان إشراف صديقه أفرام جرانت على تدريبه، وهو الذي استقطبه كمساعد له فيما بعد, وكذلك لا تنسى قصته الشهيرة مع اللاعب الغاني المسلم سليمان مونتاري لاعب انتر ميلانو ومطالبته لإدارة النادي إلغاء عقده لمجرد إصرار اللاعب على الصيام أثناء التدريبات والمباريات, وهو واقع لكثير من اللاعبين المسلمين في القارة الأوروبية, ولولا وقفة مالك انتر ماسيمو موراتي الجادة ضده لأقصي مونتاري من الفريق لأسباب عنصرية مقيتة وفكر صهيوني كاره لكل ما هو مسلم، ولعل كذلك قائمته للاستبعاد من الريال عند مجيئه بدءاً من بن زيمة ومحمد ديارا ولاسانا ديارا والقاسم المشترك بينهم أنهم مسلمون تؤكد ذلك، غير أن تدخل زيدان أبطل ألاعيبه البغيضة!.
وأستغرب أكثر من هؤلاء الزملاء أين هم من ردود أفعال كبار المدربين من فيرجسون فينجر وكابيللو وهيدينك ومورتن أولسن وأوتمار هتسفيلد ويوهان كرويف وكذا أسطورة الريال الأبدية ألفريدو دي ستيفانو, جميعهم أجمع على حقيقة أن هذا الرجل دخيل على اللعبة وإن انتصر مؤقتاً, ويجب ألا ينتصر فكره العدواني في الملاعب وتشويهه لجماليات الكرة, ومستحيل أن يجمع هؤلاء على رجل بغيض ويأتي كاتب عمود في الخليج العربي ليأتي بما لم تأت به الأوائل!!
أتفق مع الكاتب المفكر بصحيفة المدينة أنس زاهد في أن مورينهو ظاهرة سريعة العطب وأن ليس لديه ما يقدمه بعد انتصاراته العارضة مع تشلسي وانتر وبورتو، وأنه فشل فشلاً ذريعاً في تطوير أداء ريال مدريد فخسر مسابقة الدوري ومعها مسابقة دوري الأبطال دون أن يظهر أداء أكثر تطوراً من أداء الفريق في عهد مدربه بيليجريني الموسم الماضي، أيضا هو ليس مديراً فنياً خلاقاً وليست لديه أفكار مبتكرة كما أنه غير قادر على اكتشاف المواهب الشابة وصقلها وصياغتها فنياً وتكتيكياً على أكمل وجه، أبعد كل ذلك يأتي ليدعي شرف المنافسة وبخس تفوق برشلونة الطاغي محلياً وعالمياً؟!.