حاولت وزيرة الصحة الفرنسية روزلين باشلو تمرير اقتراح تقدمت به يقضي بإنشاء "مراكز لتعاطي المخدرات" يسمح من خلالها للمدمنين بتناول جرعات المخدرات تحت الإشراف الطبي. وعلى الرغم من أن هذا الاقتراح قد عكس قلقا فرنسيا كبيرا لأنه يشير إلى تفاقم نسب الإدمان في فرنسا وسط الشباب إلا أنه قد تسبب في نقاش وجدال كبير في الأوساط السياسية مما دفع رئيس الحكومة إلى رفض إقامة مثل هذه المراكز.
وقد قسم هذا الاقتراح الحكومة والرموز السياسية بشكل سريع لافت للنظر. فسرعان ما صدر بيان عن رئيس الحكومة يرى بعدم وجود أي ضرورة لهذا الاقتراح وقد أيد وزير الداخلية على الفور البيان. بينما ترى الوزيرة الفرنسية أن فرنسا يمكنها أن تسير على هدي جيرانها الأوروبيين، وفي مقدمتهم سويسرا، وتنشئ مثل هذه المراكز التي تسمح لمتعاطي المخدرات بالتعاطي تحت الإشراف الطبي من ناحية وتزويد المدمن بأدوات معقمة، مما عكس أيضا قلقا داخل وزارة الصحة من تفشي مرض الإيدز بين الشباب. وتقول في هذا الصدد إن هناك دراسة جديدة صادرة عن المعهد الفرنسي للصحة وللأبحاث الطبية تؤكد على ضرورة التنبه لتفشي فيرس سي والسيدا، مما جعل مسألة إنشاء مراكز لتعاطي المخدرات أمر واجب النظر فيه. ونظرا لحدة الجدال بدا الكثير من المواقف متناقضة، فعلى سبيل المثال، أيد عمدة مارسيليا المنتمي للحزب الحاكم الاقتراح بشدة وأدلى بتصريحات تساند الفكرة لوسائل الإعلام إلا أنه سرعان ما تراجع تماما عن كل كلمة صرح بها بعد ساعات قليلة من الإدلاء بها. بينما اكتفى الحزب الاشتراكي المعارض، فور صدور بيان الحكومة، بالتعبير عن أسفه لإغلاق باب النقاش. وعلى الرغم من القرارات السريعة للحكومة إلا أن الرأي العام لا يزال تحت وقع المفاجأة من تفشي ظاهرة الإدمان بين شبابه مما يهدد المجتمع بانتشار العديد من الأمراض الخطيرة.