أدى جموع المصلين من الزوار والمعتمرين صلاة الجمعة الأولى في رمضان أمس بالمسجد الحرام، حيث اكتظت أروقة المسجد الحرام، وطوابقه، وساحاته الخارجية وذلك في أجواء إيمانية في ظل تكامل منظومة الخدمات المقدمة من كافة الجهات الحكومية، والقطاعات المشاركة الأخرى، والمعنية بخدمة الزوار والمعتمرين بمكة المكرمة وفق خططها، وبرامجها التي أعدتها خلال رمضان المبارك، والذي تشهد فيه مكة المكرمة كثافة كبيرة من الزوار والمعتمرين سواء من داخل المملكة، أوخارجها لأداء مناسك العمرة، وقضاء بعض أيام رمضان المبارك بجوار بيت الله العتيق.

وجندت الجهات المعنية كافة طاقاتها الآلية والبشرية وسخرت كافة إمكاناتها؛ لتوفير أفضل الخدمات للزوار والعمار، وتحقيق ما يمكنهم من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، حيث شهدت مكة المكرمة منذ عصر أول من أمس الخميس توافد أعداد كبيرة من الزوار والمعتمرين من كافة مداخل العاصمة المقدسة، وامتلأت مواقف السيارات المخصصة للمعتمرين والزوار التي خصصتها إدارة المرور بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة.

وقال الوكيل المساعد لشؤون الخدمات الدكتور يوسف بن عبد الله الوابل إن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام جهزت أكثر من 100 كبينة هاتفية في أروقة المسجد الحرام، وعند الأبواب، حيث ربطت بمكاتب العلماء والمشايخ؛ وذلك للإجابة على الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بأمور العبادات والمناسك، حيث يشارك في الإفتاء والإرشاد أكثر من 50 شيخا من العلماء وطلبة العلم يعملون على مدار الساعة في المواقع المخصصة للإفتاء داخل المسجد الحرام، ومنها مكتب باب الملك عبد العزيز، ومكتب باب أجياد، ومكتب الإفتاء بباب الفتح، إضافة إلى الكراسي المخصصة للإفتاء الموزعة بمختلف المواقع بالمسجد الحرام. أما بالنسبة للتدريس في المسجد الحرام فإن المدرسين يزيد عددهم على 20 مدرسا على مدار العام، وفي رمضان المبارك يشارك في إلقاء الدروس والإفتاء كل من الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، والشيخ الدكتورعبدالله المطلق، والشيخ الدكتور يوسف الغفيص، والشيخ الدكتور سعد الشثري، والشيخ الدكتورعبد العزيز الراجحي، وذلك بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة العصر، وبعد صلاة المغرب، وبعد صلاة التراويح، مشيرا إلى توصيل سماعات الدروس إلى مصليات النساء، وساحات المسجد الحرام لتمكين المصلين في الساحات من الاستفادة من دروس العلماء، في حين تمت ترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة بتوسعة الملك فهد بالدور الأول لذوي الاحياجات الخاصة.

وعلى صعيد الطرق والميادين العامة كانت الحركة المرورية مرنة مع وجود تفاوت في الكثافة المرورية بشكل واضح خلال أوقات الذروة والتي شهدتها الفترة المسائية منذ الأربعاء الماضي، نظرا لإقبال أعداد كبيرة على أداء العمرة والزيارة في عطلة الأسبوع، ورصدت "الوطن" اصطفاف أكثر من 500 حافلة من حافلات نقل المعتمرين على جوانب الطرق المؤدية إلى الحرم المكي الشريف. وقال مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد ناشي العتيبي إنه وفقا لخطة السير في رمضان المبارك فقد جند 1900 طالب من طلبة مدينة التدريب للأمن العام، إضافة إلى 600 فرد آخرين مساندين للإسهام في ضبط الحركة، وتوجيه المركبات وذلك بجانب قوة إدارة مرور العاصمة المقدسة من خلال خمس ورديات لكل وردية 6 ساعات تعمل على مدار الساعة، كما فعّلت 12 نقطة للمنع والفرز، وذلك لفصل حركة المشاة عن المركبات، تتمثل مهمة الفرق المكلفة بها بإغلاق المنطقة المركزية؛ لمنع دخول المركبات قبل الصلاة بساعة وبعد الصلاة بساعة ماعدا الجمعة، حيث يتم المنع قبل صلاة الجمعة بساعة وبعد الصلاة بساعتين؛ وذلك لتمكين المشاة ومرتادي المسجد الحرام من سلوك الطرقات المؤدية إلى مقار سكنهم، حيث خصصت محطتان للإركاب والإنزال لنقل المعتمرين والمصلين من المسجد الحرام إلى الأحياء الواقعة في المنطقة الشمالية والغربية، حيث خصصت المساحات الواقعة خارج نفق السوق الصغير باتجاه جبل الكعبة لنقل القادمين من الأحياء الشمالية والغربية، أما المحطة الثانية فخصصت لها المساحات الواقعة في منطقة الراقوبة، على أن تقوم برحلات ترددية عبر منطقة القشلة والزاهر إلى المسجد الحرام.