لم يكن مؤهل دبلوم التجارة المتوسط، الذي حصل عليه الشاب المصري محمد عبدالتواب كافياً ليسهل له الحصول على فرصة عمل مناسبة في ظل ارتفاع معدلات البطالة، وخصوصاً أنه يعيش في محافظة الفيوم (جنوب القاهرة)، ولا يتقن صنعة محددة؛ لكنه مع ذلك استطاع أن يشد انتباه سكان المنطقة التي يعيش فيها، عندما ادعى أنه "يمتلك قدرات خاصة لحل المشكلات والشفاء من الأمراض"، وهو الادعاء الذي قاده إلى الحبس.
وأوهم عبدالتواب (34 سنة) كثيرين من جيرانه البسطاء في "مركز يوسف الصديق" بمحافظة الفيوم بقدرته على ممارسة أعمال الدجل والشعوذة والشفاء من الأمراض وحل المشكلات المستعصية، ولما تحول منزله إلى قبلة لأصحاب الحاجات وذاعت شهرته، ادعى أنه "المهدي المنتظر". ووصلت المعلومات عن نشاط محمد إلى المقدم أحمد حبيب رئيس مباحث المنطقة، الذي تثبت من صحتها، قبل أن يقوم بتوقيف الشاب المدعي، ويحيله إلى النيابة لاستكمال التحقيق.
ولم يتراجع عبدالتواب عن ادعاءاته أمام النيابة، بل أظهر درجة من الثبات على أقواله، وطالب بمواجهة العلماء لإقناعهم بـ "سلامة موقفه"، وبكونه "المهدي المنتظر" الذي يستطيع أن "يشفي المرضى"، وأن "يزيد أعداد غير المسلمين الذين يدخلون الإسلام"، بل نسب إلى نفسه "الإتيان بالسيول الأخيرة" التي ضربت المحافظة التي يقطن بها.
واتخذت قضية محمد عبد التواب مساراً مغايراً لما رسمه لنفسه أمس، حيث قرر محمود حفظي وكيل أول نيابة أبشواي، بمحافظة الفيوم، حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، وهو ما فتح الباب أمام تحويله لاحقاً إلى المحاكمة بتهمة "ازدراء الأديان وممارسة الدجل".
وقال محمد عبدالتواب إنه شاب بسيط بدأ حياته بالعمل كمزارع، وإنه لا يحفظ القرآن، لكن "ملاكاً زاره قبل عامين في رؤية، رأى خلالها أن أبواب السماء تفتح أمامه". وأضاف أن "الملاك بشرني بأنني سأنهي الفساد في الأرض، وسأحرر القدس والعراق، ومنحني القدرة على شفاء أي مريض مهما كان مرضه أو علته، بمجرد أن أضع يدي على رأس هذا المريض، وأن المرضى يأتون إليّ من كافة المحافظات لأعالجهم".