كنت في جلسة غداء مع أحد المختصين.. أثناء الأكل قال لي: هل تصدق.. لو كان الأمر بيدي لأوقفت الدعم المخصص للشعير!

قلت له: "لكن أصحاب الماشية لن يستطيعوا "إعلاف" ماشيتهم"!

قال لي: "هذا المطلوب.. ألا يستطيعوا ذلك"..

سحبت يدي عن الطعام وقلت له: "اعذر قلة فهمي.. عند البطون تغيب العقول.. ماذا تقصد"؟!

أجابني: حينما ترفع الحكومة الدعم عن الشعير يرتفع سعره.. وحينما يرتفع سعره يضطر أصحاب الماشية لرفع أسعارها.. وحينما ترتفع أسعارها لا يستطيع المستهلك شراء الأغنام، وسيضطر للجوء للحوم البيضاء"!

قلت له: "والنتيجة التي تريد الوصول إليها"؟

قال لي: اللحوم الحمراء أصبحت خطرا يهدد السعوديين.. سرطان القولون بدأ يرتفع في السعودية.. وأصبح الآن يتصدر أنواع السرطان التي يصاب بها السعوديون.. واللحوم الحمراء أحد أهم أسباب انتشار هذا السرطان القاتل.. وحينما يلجأ الناس للحوم البيضاء، فهم يبتعدون عن سبب رئيس للخطر.. ويقتربون نحو مصادر غذائية أخرى مفيدة وترفع من طاقة ومناعة الجسم.

انتهى حواري العابر معه.. وازدادت قناعتي بأهمية توعية الناس بما يأكلون، وما لا يأكلون في هذا الزمن.. قناعاتي ليس لها علاقة بالبيع والشراء، فأنا لست تاجر أغنام.. ولا تاجر لحوم بيضاء ولا أسماك ولا طيور.. ولست تاجر شعير.. لكنني أتعاطف مع صغار مربي الماشية الذين أصبحوا يعانون مضايقتهم في مصدر رزقهم..

القضاء على تربية الماشية يغني القضاء على الريف والقرى.. وهذا أمر لا يتمناه عاقل..

شكرا بالمناسبة لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي اعتمد قرارات عقوبة بحق عدد من مستوردي الشعير بناء على ما تم ضبطه من مخالفات من خلال قيامهم بالبيع بأسعار تجاوزت نسبة هامش الربح المحددة بمقدار 5%..

ليت العقوبات تمتد لمستوردي أغذيتنا نحن!