تتنوع وسائل الاستفادة من موسم رمضان المبارك وتتخذ طرقاً وأساليب عدة، أبرزها الإعلانات المنتشرة بأشكال مختلفة على الطرقات وشاشات التلفزيون والإذاعة وغيرها، ولكن اللوحات في الطرق والشوارع تعد الطريقة الأهم والأكثر استخداماً لتسويق أنواع مختلفة من المنتجات التي تعتبر مهمة في هذا الشهر.

وتجتاح العاصمة الرياض وغالبية المدن السعودية قبل بداية شهر رمضان حملات إعلانية مختلفة من خلال توظيف جميع الوسائل الإعلانية المتنوعة. ووفقا لمدير خدمة العملاء في شركة المئوية المتخصصة في الشاشات المرئية في الطرق فايز الشهري لـ "الوطن" فإن الحملات الإعلانية الخاصة بشهر رمضان غالبا ما تكون مزدحمة والطلب عليها عاليا كونه شهرا تسويقيا للغالبية من الشركات. وقال: "يتم الترتيب معنا من قبل الشركات قبل بداية رمضان بفترة بسيطة وبعضها من العام الماضي بعد رمضان، وفقا لطبيعة المنتج".

ويتحدث الشهري عن أن الدورة الإعلانية في الشاشات المرئية في الطرق تستغرق 12 دقيقة، مفصلا " أقل شيء يعرض للعميل 380 نشرة، والحد الأعلى 990 نشرة"، مشيرا إلى أن الأسعار في شهر رمضان لم تختلف عن الأشهر الأخرى، وشدد على أن شركة المئوية حريصة جدا على التواصل مع عملائها المختلفين، معتبرا أن متوسط الحملات للشركات في هذه الوسيلة يتراوح بين 100 ألف و800 ألف ريال، مضيفا: " وقد يكون أكثر، ولكن هذا المعدل".

وتتسابق الشركات المعلنة على التحضير بشكل جيد لموسم رمضان من خلال رصد ميزانية جيدة وتحضير رسائل مختلفة للحملات الإعلانية، تسير مع طبيعة ونوعية المنتج أو السلعة.

وأعرب عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود، والمستشار الإعلامي الدكتور حمزة بيت المال، عن أسفه على ارتباط شهر رمضان بمناسبة تجارية لمعظم الشركات للوصول إلى الجماهير، موضحا: "السوق السعودية تعتبر سوقا كبيرة للشركات، نظير توفر السيولة الكبيرة".

وعد الدكتور حمزة اللوحات الإعلانية في الشوارع من الوسائل الناجحة مقارنة بالوسائل الأخرى، مبررا :" نظير التعرض العالي لها"، لكنه قلل من تأثيرها أو مدى الاستجابة "التأثير محدود، رغم أن التعرض لها بشكل عال، وغالبا تستخدم الشركات هذه الوسيلة للتعريف بالسلعة أو التذكير بالاسم التجاري، حيث تكون مرتبطة بالشركات التي لها اسم تجاري كبير وترغب بالتذكير به".

وأثار بيت المال الانتباه إلى دخول القنوات التلفزيونية في توظيف هذه الوسيلة خلال العامين الماضي والحالي، مؤكدا أنها منطقة جديدة لها لم تكن موجودة سابقا.

ويرى مراقبون للسوق أن شهر رمضان ينقسم إلى فترتين في اللوحات الإعلانية، الفترة الأولى يركز فيها على المنتجات الغذائية المختلفة، وتتمثل في الأسبوعين الأولين من الشهر، والفترة الثانية في النصف الأخير من الشهر تركز على الملابس والعطور والاتصالات التي ترتبط بعروض خاصة للتحضير لعيد الفطر المبارك، حيث تختلف نوعية الشركات في هذا المقام.

وتعتبر لوحات الموبي "1,8م×1,20م" ولوحات الميجا كوم "3م ×4م أكثر الوسائل الإعلانية استخداماً في الطرقات، نظراً إلى تأثيرها المباشر على قطاع كبير من المستهلكين.

ووفقا لأحد المسؤولين في شركة متخصصة في لوحات الموبي والميجاكوم فضل ـ عدم ذكر اسمه ـ فإن الشركات تبدأ في حجز الحملات الإعلانية الخاصة بها لرمضان قبل بداية الشهر بستة أشهر إلى 4 أشهر، وبعضها في السلع الخاصة بنهاية رمضان، ويكون رواجها أكثر في تلك الفترة.

وأضاف أن أسعار لوحات الميجا كوم مختلفة طبقا لعدد اللوحات :" أقل ما يمكن للعميل الاشتراك به هو 60 وجهاً لمدة أسبوعين، بتكلفة 320 ألف ريال، بينما تكلف لوحات الموبي للفترة نفسها وعدد 80 وجهاً 120 ألف ريال ".

وتحتكر لوحات الموبي والميجا كوم شركات محدودة في الرياض، من خلال الدخول في منافسة عامة مطروحة من قبل أمانة مدينة الرياض، للظفر بحق تسويق اللوحات.