مع دخول شهر رمضان المبارك ، وفي ظل حاجة الأسر إلى الخادمات انتعشت سوق العاملات المنزليات غير النظاميات من السيدات المتخلفات أو من الهاربات من كفلائهن بتحريض من بعض السماسرة الذين يساعدونهن على الهرب والعمل لدى بعض الأسر السعودية التي تبحث عن عاملة مهما كانت العواقب.

ويشير عدد من المواطنين إلى أن تأخر قدوم العاملات النظاميات، وخاصة من إندونيسيا التي تعد أكبر الدول الآسيوية المصدرة للعمالة المنزلية دفع العديد من الأسر إلى الاستعانة بالعمالة غير النظامية ،خاصة في ظل تعدد الأعمال المنزلية خلال شهر رمضان المبارك ،مشيرين إلى أن راتب العاملات غير النظاميات وصل إلى أكثر من (1200) ريال إضافة إلى إعطاء العاملة المنزلية إجازة أسبوعية وإيصالها إلى حيث تسكن مع بني جلدتها ثم الحضور لأخذها مرة أخرى بعد انتهاء الإجازة الأسبوعية والسماح لهن بالاتصال بالجوالات في أي وقت كان. وبين المواطن محمد الهذلي أن العديد من الأسر اضطرت إلى الاستعانة بالعاملات المنزليات غير النظاميات في ظل تأخر قدوم العاملات النظاميات لأكثر من ستة أشهر بسبب المشكلات التي يعانيها سوق الاستقدام وخاصة الاستقدام من إندونيسيا بعد الشروط التي يحاول اتحاد العمالة في إندونيسيا فرضها على المستقدمين إضافة إلى عدم وجود دول أخرى من الممكن أن توفر العمالة المنزلية التي يحتاجها السوق السعودي، مشيرا إلى أن سماسرة العمالة غير النظامية نشطوا خلال هذه الأيام من أجل تسويق أكبر عدد من العاملات غير النظاميات مقابل (100) ريال عن كل عاملة.

وأوضح المواطن سمير بخش أن كثيرا من الأسر السعودية تعتمد على العمالة المنزلية بشكل كبير في الأعداد والتجهيز والأعمال المنزلية، وخاصة في شهر رمضان المبارك ، حيث تكثر فيه الموائد الرمضانية بكل أشكالها، ولذلك ينشط سوق العمالة المنزلية غير النظامية حتى وصل راتب العاملة الشهري إلى أكثر من ألف ريال ،خلاف الهدايا وأيام الإجازة وعمولة السمسار أو السمسارة، الذين يشكلون حلقة الوصل بين العاملات غير النظاميات والباحثين عن العاملات ،مؤكدا أن تأخر قدوم العاملات النظاميات بسبب الإجراءات التي تتخذها الجهات المعنية بتصدير العمالة الأندونيسية كما يشير عدد من أصحاب مكاتب الاستقدام الأهلية دفع العديد من الأسر إلى الاستعانة بالعاملات غير النظاميات.

وأشارت المواطنة أم سامي إلى أن عاملتها المنزلية هربت من شهر صفر الماضي وأبلغت الجهات المختصة عن هروبها وحصلت على تأشيرة جديدة وتعاقدت مع مكتب استقدام لاستقدام عاملة منزلية بديلة وإلى الآن لم تحضر ودخل رمضان، مما يضطرها للاستعانة بعاملة منزلية غير نظامية وقد عرفت من جارتها أن هناك سمسارة من الجنسية الأندونيسية تساعد في توفير عاملات منزليات وتم الاتصال بها ووعدت بتوفير عاملة براتب (1300) ريال شهريا وإجازة أسبوعية وتوفير غرفة خاصة لها وتوفير وسيلة نقل لها إلى منزلها عند الإجازة ثم العودة لأخذها وتؤكد المواطنة أم سعاد أن الحصول على عاملة منزلية لم يعد بالأمر الهين فبعد أن كانت العاملة يتم إحضارها خلال شهرين كحد أقصى أصبحت الآن لا تحضر إلا بعد ستة أشهر وبصعوبة بالغة ومن الممكن أن تقبل بالعمل لدى الأسر وترفض مما يدفع الأسر إلى الاستعانة بالعمالة غير النظامية مشيرة إلى أهمية أن تعمل مكاتب الاستقدام على توفير عاملات منزليات للعمل المؤقت لدى الأسر السعودية.

وأكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المكلف الرائد زكي الحربي أن الجهات المعنية بالأمانة تقوم بحملات تفتيشية على الأماكن التي يتم فيها إيواء العاملات الهاربات من كفلائهن اومتخلفات العمرة، وتم القبض على أعداد من العاملات وتم تسليمهن لإدارة متابعة الوافدين لإكمال إجراءات إبعادهن عن البلاد، مشيرا إلى أن الوافدين الذين يتسترون على هؤلاء العاملات يتم تطبيق الأنظمة بحقهم ، ومهيبا بجميع الأسر السعودية لعدم التعاون مع هؤلاء العاملات غير النظاميات والإبلاغ عنهن وعن السماسرة لأن تمكينهن من العمل مخالفة للأنظمة والتعليمات وأوضح عضو اللجنة الوطنية للاستقدام محسن العميري أن وجود سماسرة لتهريب العاملات المنزليات ومساعدتهن على العمل أدى إلى هروب أعداد من العاملات اللاتي يتم استقدامهن نظاميا، في ظل وجود من يوفر لهن العمل برواتب أعلى من الرواتب التي يحصلن عليها من الكفلاء ،لأن العاملة المنزلية تحصل على راتب شهري قدره (800) ريال في حين أن غير النظامية تحصل على راتب شهري قدره (1200) إضافة إلى إجازة أسبوعية وجوال والمجال مفتوح أمامها للبحث عن العمل لدى الأسرة التي تناسبها.