ألقت شرطة منطقة الجوف، أمس، القبض على محامٍ مُتـّهم باستغلال المهنة في تلفيق قضية حقوقية تخصّ خمس فتيات في محافظة القطيف ضدّ والدهن. وتمّ القبض على المحامي تنفيذاً لتعميم سبق أن أصدرته شرطة المنطقة الشرقية استناداً إلى شكوى تقدّم بها والد الفتيات ضدّ المحامي اتهمه فيها بالتستر وإخفاء الفتيات عن المنزل بالتغرير.

وأكد الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية بالإنابة المقدم زياد الرقيطي صحة معلومات القبض على المحامي بواسطة شرطة منطقة الجوف، مضيفاً أن إجراءات تسليمه إلى شرطة محافظة القطيف قد بدأت بالفعل، وأن الإجراءات النظامية في طور التنفيذ. كما أكـّد وجود تعميم سابق للقبض على المحامي مبني على توجيه من إمارة المنطقة الشرقية.

وتعود تفاصيل القصة إلى ترافع المحامي أمام القضاء ضدّ والد الفتيات اللاتي طالبن بنزع الولاية عنهنّ، إضافة إلى مطالبتهنّ بتعويض مالي يقارب المليون ريال من والدهنّ. وقد رفض الأخير الدعوى ولجأ إلى هيئة حقوق الإنسان لتسوية القضية مع بناته في إطار عائلي صرف، إلا أن المحامي رفض إحضار الفتيات لفرع الهيئة للنظر في القضية، واكتفى بتقديم لائحة مطالب قال إنها تمثل موقف الفتيات. وتضمنت المطالب توكيل المحامي المقبوض عليه لرعاية مصالحهنّ وإنجاز معاملاتهن الحكومية كافة بما في ذلك تزويجهنّ، إضافة إلى المطالبة بالتعويض المالي. وقالت مصادر مطلعة إن فرع الهيئة في المنطقة الشرقية رفض البحث في القضية بشكل معمّق في غياب الفتيات بوصفنّ طرفاً أصيلاً وأساسياً في القضية، وأن استكمال النظر فيها يستوجب الحصول على إفادات مباشرة من الفتيات، طبقاً للآليات الحقوقية المتبعة.

وأضافت المصادر أن المفاوضات بين والد الفتيات والهيئة والمحامي وصلت إلى طريق مسدود، ليتجه الأب إلى الجهات المعنية في دعوى ضدّ المحامي اتهمه فيها بتغرير بناته وإخراجهنّ من المنزل بطرق غير نظامية وإخفائهنّ والتستر عليهن، والسعي إلى ابتزازه مادياً من خلال تلفيق قضية حقوقية. وقد اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءاتها بحثاً عن المدعى عليه الذي توارى عن الأنظار حتى تمّ القبض عليه أمس في منطقة الجوف.