دار نشر عربيّة تهتم بإخراج الموسوعات العلمية والثقافية للناشئة وللقارئ العام غير المتخصص. ومنها الموسوعة الإسلامية المحتوية على ألف سؤال مصحوبة بالإجابة عليها في آخر الكتاب بعد أن تضع بين يدي القارئ ثلاثة احتمالات. وتقول الدار إنها تسعى إلى أن تكون أسئلتها (ذات معنى ومغزى ولها هدف إسلامي تربوي). وإلى هنا نقول جزاهم الله خير الجزاء على هذا التوجّه وعلى هذا الصنيع. ثم لننظرْ إلى المعنى والمغزى والهدف الإسلامي التربوي في هذا السؤال الخاص بالمرأة:
أ ـ ما هو ستر المرأة ؟
ب ـ الإجابات المحتملة:
•الثياب
•العفة
•القبر والزوج
أما الإجابة الصحيحة فيبحث عنها القارئ الناشئ في آخر الكتاب بحثَه عن ضالّة تهدّئ هذا السؤال العويص الذي يختبر ذكاءه وعقله. والإجابة هي تصفيح لهذا الذكاء وتقزيم له وتلغيم العقل الطَّري الناشئ بالمعلومة التي ما أنزل الله بها من سلطان: ستر المرأة هو القبر والزوج!!! نعم، واللهِ هذه الإجابة..وليست في الثياب الساترة ولا في العفة ولا في طلب العلم وتسديد الثغرات المعرفية والأمانة المنزلية والمجتمعية. الموسوعة إسلاميّة والإجابة جاهلية!! تعتمد مفهوم الوأد لعارٍ اسمُه الأنثى لا يُستراح منها ولا من خطرها إلا تحت التراب، وإلا في كنف الزوج يمارس الوأد ذاته بطريقته الخاصة القائمة على الحبس في قاع الدار. ورحم الله مجلجل زمن السبعينات الميلادية حينما كان يتفاخر بالقدماء وبنسائهم اللواتي لا يخرجن من دارهن في الحياة إلا مرّتيْن؛ مرّة إلى دار الزوجية والأخيرة إلى القبر وما بينهما (؟؟!!).
السؤال في الموسوعة عن سـتر المرأة المستـعيد ثوب حـكمةٍ مشقوق منذ زمن ( البنت ما لها إلا الستر أو القبر)..تكشف إجابته عن مدى حاجتنا إلى ستر العورة المعرفية التي تتقنّع بعادات تجاوزها الزمن، وبأمثال بالية لا نستعيدها إلا على سبيل التفكّه على منطق عصر لم نعد من أهله ولا من حاملي قيمهِ التي تحطّ من شأن المرأة، فيما الإسلام يعلي من شأنها. وكم نعاني من (خطيئة الأصدقاء الجهلة) كما يسميهم الشيخ محمد الغزالي في كتابه ـ قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة ـ الذين يلتزمون بإشاعة عادات الآباء ويدافعون عنها بما يسيء إلى صورة الإسلام.